ومن الخلفاء الراشدين الذين رأوا العنف أثناء خلافتهم وأرادوا إخماد الفتنة وجمع شمل المسلمين ووحدة الأمة الإسلامية علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - الذي سعى إلى إخماد الفتنة مع توليه الخلافة بعد مقتل عثمان - رضي الله عنه - سنة ٣٦ هـ. فمنذ خلافته وهو يسعى إلى وأد الفتنة التي بدأت بوادرها تظهر بين المسلمين، فحينما طالب عدد من المسلمين من علي رضي الله عنه أن يقتص من قتلة عثمان خشي رضي الله عنه أن يكون الاقتصاص من هؤلاء سببًا في إشعال فتنة جديدة تضر بالمسلمين وتؤثر في وحدتهم، ولكن هذه الفتنة التي بدأت تنمو من مجموعة من الخوارج الذين كانوا يظهرون الولاء لعلي رضي الله عنه والغيرة على الدين والحمية للشريعة، ولكنهم في الواقع كانوا ينقمون في باطن أمرهم ولاية قريش، فنتج عن ما سعى إلى بثه هؤلاء الخوارج من إشاعات، وإثارة للاضطرابات أن وقعت بين المسلمين معارك منها وقعة الجمل وصفين والتي كانت بين كل من علي ومعاوية رضي الله عنهما.