للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلما سمع القوم قولها وقد كانوا ركنوا إلى الصلح أحفظهم قولها ورجعوا عن الصلح. فدفعه مصعب إليهم. وجلس مصعب يومئذ في صحن المسجد واجتمع الناس فقال عقيبة لبنت تميم حين أيقن [١] بالقتل: «والله لقد ضربت أباك ضربة نظرت إلى الثريا في سلحة.» فقالت: «والله لتضربن ضربة أنظر إلى بنات نعش في سلحك» . ثم التفت عقيبة إلى الناس فقال: «يا معشر الناس!» فجلس القائم وأسرع الماشي.

فلما اجتمعوا قال: «اسكتوا. فو الله! ما قتلت ابن عمى حين قتلته ألا يكون أعطانى النصفة وزادني، ولكنى نظرت إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه فى هذا المكان الذي فيه الأمير، وعن له تميم من ناحية المسجد، فنظر إليه علي، فقال: من سره أن ينظر إلى جذل من أجذال جهنم فلينظر إلى هذا، وأشار إلى تميم، فرحم الله قاتله. فقتلته [٢] » . فقال الناس: رحمك الله. وقتل.

وأما (عبد الله) بن خازم السلمي، فكان من أشجع الناس وأشدهم نفسا وبطشا. وغلب على خراسان. قال محمد بن حبيب، أخبرني بهذا الحديث ابن الأعرابي: أن ملك الترك وجه إليه رسلا يخبره أنه يغير


[١] فى الأصل «أتقن» بالتاء المثناة الفوقانية وهو تصحيف.
[٢] انظر إلى مكر عقيبة كيف فتك بتميم ثم لما يئس عن خلاصه نسبه إلى الكفر فلعنة الله على الكاذبين! (محمد حميد الله) .

<<  <   >  >>