رأى عليّ بن عبد الله بن العبّاس في النوم كأنّ بيتا مشحونا أفاعي وأنّ [٦٢ أ] ثعبانا أسود خرج من تحت أمّ عبد الله بن علي فأكلها، فخرجت نار من تحت أمّ أبي جعفر فأحرقت الثعبان. فلمّا أصبح قصّ رؤياه فقال:
تأويل رؤياي أنّ فلانة- يعني أمّ عبد الله- تلد منّي من يقتل بني أميّة، وتلد فلانة- أمّ أبي جعفر- من يملك السلطان فينازعه قاتل بني أميّة فيقتله.
[ومن أخبار علي بن عبد الله مع الوليد بن عبد الملك]
أنّه ضربه [١] بالسوط مرتين: مرة بسبب تزويج عليّ بن عبد الله لبابة بنت عبد الله بن جعفر، وكانت عند عبد الملك، فعضّ تفّاحة ثم رمى بها إليها، وكان أبخر، فدعت بسكّين، فقال: ما تصنعين بها؟ قالت: أميط عنها
[١] انظر المعارف ص ٢٠٧، والكامل للمبرد ج ٢ ص ٢١٧- ٢١٨. وجاء في أنساب الأشراف (ق ١ ص ٥٦٣، ج ٣ ص ٣١٩) ، «وحدثني عباس بن هشام الكلبي عن أبيه عن جده، قال: لم يزل علي بن عبد الله بن عباس أثيرا عند عبد الملك بن مروان، كريما عليه، حتى طلق عبد الملك أم أبيها بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فتزوجها علي، فتغير له، وثقل عليه، فبسط لسانه بذمة، وقال: إنما صلاته رياء وسمعة. وكان الوليد بن عبد الملك يسمع ذلك من أبيه فلما ولي أقصاه وعابه عليه حتى ضربه وسيره» . انظر أيضا مخطوط عقد الجمان للعيني (دار الكتب المصرية) ج ١١ ص ٤٨٧.