للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخبار محمد بن علي بن عبد الله بن العباس

كان [١] عليّ بن عبد الله يقول: أكره أن أوصي إلى محمد، وكان سيد ولده، خوفا من أن أشينه بالوصيّة. فأوصى إلى سليمان، فلمّا دفن، جاء محمد إلى سعدى ليلا فقال: أخرجي إليّ وصيّة أبي. فقالت [٢] : إنّ أباك أجلّ من أن تخرج [٣] وصيّته ليلا، ولكنّها تأتيك غدا، فلمّا أصبح غدا بها عليه سليمان فقال: يا أبي ويا أخي هذه وصيّة أبيك. فقال محمد:

جزاك الله من ابن وأخ خيرا، ما كنت لأثرّب على أبي بعد موته كما لم أثرّب عليه في حياته.

يزيد بن محمد قال: قال هارون بن محمد: حدّثني إبراهيم بن المهدي قال: حدّثني الرشيد قال: أراد عليّ بن عبد الله بن عبّاس أن يوصي إلى محمد، فأبي محمد ذلك وقال: يا أبة عليّ الأثقلان [٤] ، دينك وعيالك، فأمّا ما جعلت لمواليك من وقف وغير ذلك فلا أدخل فيه. قال: فمن ترى؟

قال: في ولدك شابّ أرجو أن يكون كما تحب. قال من هو؟ قال سليمان ابنك، فأوصى عليّ بن عبد الله إليه.


[١] انظر الكامل للمبرد ج ٢ ص ٢٢٠- ٢٢١، والعقد الفريد ج ٥ ص ١٠٥.
[٢] في الأصل: «فقال» ، والتصويب من الكامل. وفي العقد الفريد: «قالت» .
[٣] في الأصل: «إن يخرج» ، والتصويب من الكامل والعقد الفريد.
[٤] في الأصل: «الاتقلات» .

<<  <   >  >>