أحمد بن يحيى بن جابر قال: حدّثني أبو أيوب سليمان الرقّيّ عن الحجّاج الرصافيّ عن أبيه قال: نظر عبد الملك إلى محمد بن عليّ [١] ، وهو غلام من أجمل أهل زمانه فقال: هذا والله يفتن المرأة الشريفة. فقال له خالد بن يزيد بن معاوية: أما والله إنّ ولده صاحب هذا الأمر، فقال عبد الملك: كلّا. فقال خالد: هو كذاك، إنّ تبيعا أخبرني عن كعب أنّ هذا الأمر يصير إلى بني العبّاس، وأنّه لا يلي رجل من آل أبي طالب إلّا أن يخرج على وال فيقتل، وأنّها لا تزال لولد العبّاس إلى أن ينزل المسيح.
عبد الله بن عبد الرحمن بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله ابن عباس قال: سمعت يعقوب بن عيسى بن موسى يحدث عن عيسى بن موسى عن محمد بن علي قال: كنت أنا وعمر بن عبد العزيز جلوسا في مسجد دمشق في خلافة سليمان بن عبد الملك، وأيّوب بن سليمان يومئذ شاك، وكان سليمان بن عبد الملك قد رشّحه لولاية العهد، فمرّ رجل في المسجد فبعث إليه عمر بن عبد العزيز فدعاه فقال له: ما حال هذا؟ - يعني أيّوب-، قال: يموت. قال [٧٦ ب] عمر: يموت ويبقى الناس بلا وليّ عهد؟ قال:
نعم، ويموت أبوه بعده. قال: فمن يلي بعده؟ قال: أنت، فصاح به عمر، فذهب. فلم يلبث أن مات أيّوب، ثم مات سليمان بعده، وولي عمر بن عبد العزيز. فو الله إنّي لفي مسجد دمشق في خلافة يزيد بن عبد الملك إذ مرّ بي الرجل فبعثت إليه مولاي مهنأ، فدعاه، فجاءني، فقلت: لقد حدّثتنا بعجب، زعمت أنّ أيّوب يموت، ثم يموت سليمان، ويستخلف
[١] الأصل: «عبد الله» ، والتصويب من أنساب الأشراف حيث يرد هذا الخبر ق ١ ص ٥٦٨ (إسطنبول) وص ٢٢٧ (الرباط) .