للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قدمت على معاوية وافدا وعنده وفود العرب، فأمر بسريره فوضع على قاعة الدار، وأمر صاحب حرسه فقام على رأسه، وصفّ جند أهل الشام سماطين، ثم أذن للوفود فدخلوا فدخلت، فأقبل عليّ فقال: يا ابن عبّاس إنّ بابي لكم لمفتوح، وإنّ خيري لكم لممنوح [١] ، فلا يغلق بابي عنكم علّة، ولا يقطع خيري عنكم كلالة [٢] . ترون أنّكم أحقّ بما في يدي منّي، وأنا أحقّ به منكم [٣] ، وأعطيكم العطيّة فتأخذونها [١٩ ب] متكارهين عليها، وتقولون أخذنا دون حقّنا وقصر بنا دون قدرنا [٤] ، فصرت كالمسلوب والمسلوب لا حمد له [٥] ، فبئست المنزلة التي نزلت [٦] منكم: أعطي فلا أشكر، وأمنع فلا أعذر، ونعم [٧] المنزلة نزلتم مني: إعطاء سائلكم وانصاف قائلكم [٨] ، قل يا ابن عبّاس [٩] . فحسر ابن عباس عن ساعديه مغضبا، ثم


[١] في أنساب الأشراف ص ٢٩٦ (الرباط) ق ١ ص ٧٤٠ (إسطنبول) : «وذكروا أن معاوية أقبل على بني هاشم فقال: يا بني هاشم إن خيري لكم ممنوح وبابي لكم مفتوح» ، وانظر العقد الفريد ج ٤ ص ٩ عن أبي عثمان الخزامي.
[٢] في أنساب الأشراف: «فلا تقطعوا خيري عنكم ولا تغلقوا بابي دونكم وقد رأيت أمري وأمركم متفاوتا» ، وانظر العقد الفريد.
[٣] في أنساب الأشراف: «وأنا أرى أني أحق به منكم» ، وانظر العقد الفريد.
[٤] في أنساب الأشراف «فإذا أعطيتكم العطية فيها قضاء حقوقكم، قلتم: أخذنا دون حقنا وقصر بنا عن قدرنا» . ونفس النص في العقد الفريد سوى كلمة «عطية» بدل «العطية» و «حقكم» بدل «حقوقكم» و «أعطانا» بدل «أخذنا» .
[٥] في ن. م.: «لا يحمد على ما أخذ منه» .
[٦] في ن. م.: «فبئست المنزلة نزلت بها منكم» ، والعبارة «بئست المنزلة ... نزلتم مني» ليست في العقد الفريد.
[٧] في أنساب الأشراف: «ونعمت المنزلة نزلتم بها مني» .
[٨] في العقد الفريد: «هذا مع إنصاف قائلكم وإسعاف سائلكم» .
[٩] في أنساب الأشراف: «فقال عبد الله بن عباس» ، وفي العقد الفريد «قال: فأقبل عليه ابن عباس فقال» .

<<  <   >  >>