للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن الزبير لما بغى من خوفه ... ما كبّر الحجاج في الأمصار

فقال: تقدّم فإنّا لا نتقدم من نجيره، فتقدّم التميميّ فدخل المسجد [١] ، فرآه حرب فقام إليه فلطمه، فحمل عليه الزبير بالسيف، فعدا حتى دخل دار عبد المطلب، فقال: أجرني من الزبير، وكفأ عليه جفنة كان هاشم يطعم الناس فيها، فقال: اخرج، فقال: كيف أخرج وتسعة من ولدك قد احتبوا بسيوفهم على الباب، فألقى عليه رداء كان كساه سيف بن ذي [٢١ أ] يزن له طرّتان خضراوان، فخرج عليهم، فعلموا أنّه قد أجاره فتفرقوا عنه.

أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب قال: أخبرني أبي وعوانة بن الحكم والشرقيّ بن [٢] القطامي قالوا: لما قدم معاوية المدينة أتاه وجوه الناس، ودخل عليه عبد الله بن الزبير، فقال له معاوية: ألا تعجب للحسن بن علي، أنّه لم يدخل [٣] عليّ منذ قدمت المدينة، وأنا بها منذ ثلاث، قال: يا أمير المؤمنين! دع عنك حسنا فإنّ مثلك ومثله كما قال الشمّاخ [٤] :

أجامل أقواما حياء وقد أرى ... صدورهم تغلي عليّ مراضها [٥]

والله لو شاء الحسن أن يضربك بمائة ألف سيف لفعل، ولأهل العراق أبرّ به من أمّ الحوار بحوارها [٦] . فقال معاوية: أتغريني به يا ابن الزبير!


[١] كذا في الأصل، ولعله يريد البيت (الكعبة) .
[٢] الأصل: «الشرقي القطامي» . انظر الفهرست لابن النديم (تحقيق فلوجل) ص ٩٠.
[٣] عبارة: «انه لم يدخل علي» ، مثبتة في هامش الأصل.
[٤] زيادة من الأغاني ج ٩ ص ١٥٨، والشماخ شاعر مخضرم. انظر ترجمته في الأغاني ج ٩ ص ١٥٨- ١٧٤.
[٥] في الأصل: «مراصها» والتصويب من الأغاني.
[٦] في الأصل: «الجوار بجوارها» ، انظر الأغاني ج ٩ ص ١٧٣.

<<  <   >  >>