يحمل الإسلام المجتمع قسطاً وفيراً من تبعة التوجيه إلى الخير، والتنفير من الشر، وتبعة حماية الخير وإشاعته، ومحاربة الشر وحصره، ولذلك كانت القاعدة الأساسية التي نبط بها خيرية هذه الأمة هي قاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال سبحانه {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاس} ثم ذكر سبحانه مناط هذه الخيرية بقوله: {تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} .
ولو أن أي انحراف يظهر، أو محرم ينتهك وجد من يقف أمامه منذراً محذراً لانطوت الشرور وماتت في مهدها، ولم تجد لها أعواناً أو أنصاراً، ولا استقامت الفضيلة على عودها، وانطلقت في المجتمع تنشر العفاف وتشيع الطهر.
إن المجتمع الإسلامي مجتمع تكافلي بين أفراده بحكم تعاليم كتاب ربه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. مجتمع يتناصر بالحق والعدل، ويتعاون لنبذ الشر ونقاء المجتمع من الانحرافات والسوءات.
ولقد كان المنحرف في الصدر الأول يشعر كأنه مريض بين إخوانه لا يطيب له مقام بينهم حتى يبرأ من علته، نظراً ليقظة الضمير ويقظة العيون الحارسة لشرع الله ونهجه، ولذا كان لنظام الحسبة في الإسلام دور واسع في نقاء المجتمع ونظافته من الشرور، وعن طريقها أقلع كثير من الناس عن سوءاتهم.
ولو أن شاربي الخمر أحسوا بأنهم منبوذون مطاردون في مجتمع المسلمين لراجعوا أنفسهم، ورجعوا إلى صوابهم.
ولو أن أصحاب محلات الخمور وجدوا من يقف لهم ويعترض عليهم لأغلقوا محلاتهم، أو لحولوها إلى نوع آخر من التجارة حلال شريف.