للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

رأسه عبد الوادي. وهناك شرشال التي اعترفت بالبركاني شيخ بني مناصر، وهناك أيضا القليعة التي كانت تخضع لعائلة ابن المبارك. وهو مرابط له سمعة واسعة.

هذه هي الأوطان والقبائل التي كان على ابن أمين السكة أن يتفاهم معها أو بجلبها إلى الفرنسيين كما تقتضي مهمته. فماذا فعل؟ إنهم يقولون إنه لم يعرف كيف يستفيد من علاقته بعرب متيجة. فقد قام بارهاب كبير ضدهم بعد انسحاب الفرنسيين من مدينة البليدة (عاصمة السهل) فجلب عليه السخط الكبير من هؤلاء العرب. وهكذا أصبح لا يستطيع الظهور بعد ذلك في متيجة دون تأييد الجيش الفرنسي. وقد أدت هذه السياسة إلى أن أصبح كل السهل في فوضى متناهية، باستثناء مدينة القليعة التي سيطر فيها مرابطو ابن مبارك على الموقف وحافظوا على النظام (١).

أثناء حملة الفرنسيين على المدية (نوفمبر ١٨٣٠) تركوا ابن أمين السكة في الموزاية لكي يرقب تحركات العرب في متيجة. ولكن بدلا من ذلك دخل داره وترك الأمور على حالها مفضلا، كما يقولون، عدم التعرض للأخطار. كان الفرنسيون ينتظرون منه أن يتجول في المنطقة، وأن يكسب العرب، وأن يتعرف على المشارع التي يفكرون فيها. ولكنه لم يفعل، فكثرت الثورات وورجه الفرنسيون اضطرابات لم يتوقعوها. فهل كان الآغا (ابن أمين السكة) متواطئا مع عرب المنطقة؟ هل كان مهملا فقط وليس لموقفه أية علاقات سياسية؟ هذا ما لا نستطيع الإجابة عنه الآن. على أية حال فقد وجه إليه الفرنسيون تهمة عدم القيام بالواجب فطلب من كلوزيل أن يأذن له بجولات في متيجة ليبرهن له على إخلاصه وكفاءته، وجاء في تقريره بعد ذلك أنه تبادل إطلاق الرصاص مع العرب الثائرين. ثم أرسل


(١) نفس المصدر، ص ١٣٤ - ١٣٧.

<<  <   >  >>