للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الواعية لواجباتها يجب أن تكون يقظة لا تترك الأشرار يجهرون بشرورهم، ومن الغريب أنهم يجدون التشجيع والعون من بعض الدوائر الحكومية.

٦ - المظهر السادس مجاهرة الاشتراكيين التقدميين - حسب تعبيرهم - بعداوتهم للدين، واحتقارهم له، وتحميله جميع أوزارهم وخيباتهم، فإذا لم ينجحوا في عمل ما فذلك راجع إلى الدين، وإذا هزموا في معركة ما فانهزامهم من الدين، وإن لم تكن لهم قوة كقوة غيرهم فذلك سببه الدين، إلى غير ذلك مما نسمعه ونراه، والواقع أنهم لو اتبعوا الدين لما حل بهم ما يكرهون، {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ} (١).

[الفصل الثاني: محاربة الاشتراكية الشيوعية للإسلام.]

إن محاربة الاشتراكية الشيوعية للأديان بصفة عامة، وللإسلام بصفة خاصة أمر شائع ومعروف يعرفه الخاص والعام، ولكن حربها للإسلام أشد. وعامة المتتبعين لما يجرى في الأوطان الإسلامية التي استحوذت عليها الاشتراكية الشيوعية يعرفون ما يلاقيه إخواننا المسلمون فيها من اضطهاد واحتقار وتضييق بلغ أقصاه من هذه الشيوعية الملحدة، وحربها للإسلام مكشوفة غير مستورة، وأمثلتها كثيرة، نذكر منها بعض العينات على سبيل الاستشهاد.

١ - كتب المدعو (أ - جاكو فينسكي) في جريدة "برافدا فوستوكا" الصادرة بتاريخ (٢٩ جوان عام ١٩٦٥) تحت عنوان (الماركسية اللينينية والدين يقول:

(ما زلنا نجد عندنا أناسا لا يزالون يعتقدون بالله، متأثرين بالخرافات والسخافات الدينية ... وهم يقومون بطقوس دينية، ويحافظون على الصيام وعلى الأعياد التي سنها القرآن، ومن بين هذه الطقوس تجد صوم ثلاثين يوما في رمضان، فالذي يصوم رمضان لا يحق له أن يأكل ولا أن يشرب ولا أن يستحم - كذا قال - من الفجر إلى الليل، ولا يحق للصائم أن يستعمل العلاج حتى ولو كان لصقا فوق الجرح، وبالإضافة إلى ما يعتري الأفكار من أدران من جراء هذا الاعتقاد الباطل - في نظر الشيوعي طبعا - فإن الذين يصومون يفقدون جزءا من قدرتهم على العمل، وإذا ما علمنا أن رمضان يأتي في أفضل الأوقات


(١) الآيتان ١١ - ١٢ من سورة البقرة.

<<  <   >  >>