للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو وزير الأوقاف آنذاك - العربي سعدوني - عن حماية الدين ورعايته، لم يفعل شيئا ذا بال - بل لم يعمل شيئا أصلا - إنما أنكر ذلك العمل الطائش بالقول فقط ماذا عمل؟؟ - والحادثة ليست بالأمر الهين - قام وقعد، وأبرق وأرعد، وأزبد وهدد - حسبما بلغنا عنه - وقلنا سينتصر للمصحف المهان بعد ما توعد المجرمين بأشد العقاب ... ثم هدأ غضبه وجلس - مرتاحا - على كرسيه الوثير ولسان حاله يردد المثل الشعبي - يا ناس ما عليكم باس - ولعله أمر بالسكوت؟؟؟ ثم سلط غضبه على بعض أئمة المساجد.

٢ - الحادثة الثانية من نوع الأولى وتتلخص فيما يلي: دخل - في نفس السنة ١٩٦٧ - بعض الشبان المفتونون بالأفكار التحررية - كما يقولون - إلى الجامع الأعظم بعاصمة الجزائر، وقصد خزانة المصاحف القرآنية، وتناول واحدا منها وفتحه ورسم على إحدى صفحاته الصليب المعقوف - رمز هتلر النازي - يشير بهذا الصنع إلى أن القرآن فشيستي - حسب الدعاية الشيوعية - وكما هي أقوالهم فيه، فعل هذا وانصرف من غير أن يراه أو يفطن إليه أحد، لأن الملحدين يترددون دائما على خزانة المصاحف للتلاوة، فمن رآه لم يظن فيه غير ما ذكر، وإن تعجب من هذا الصنيع فالعجيب أن الصليب وضع - مصادفة - فوق آية تحث على طاعة الله الحي القيوم والخضوع للقوي العزيز الجبار، وتخبر بخيبة الظالمين، وما درى هذا الجهول معنى الآية التي رسم عليها الصليب المعقوف، إنها آية تشير إلى إجرامه في عمله، والآية هي قوله تعالى جل جلاله {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا} (١) قد رأيت - أيضا - هذا المصحف المرسوم عليه الصليب النازي.

إن المسؤول في الهيئة التي تتزعم - وتحتكر لنفسها - الدفاع عن الإسلام والدعاية له في المحافل الدولية لما بلغه هذا النبأ المزعج كان في شغل شاغل عن تتبع المجرمين - إن كانوا في نظر القانون المدني مجرمين - الذين اعتدوا على أعظم ما يعظمه المسلمون، وله ألف حق في تتبعهم - قانونيا - لو أراد ذلك.

٣ - الحادثة الثالثة - حادثة إحراق المصحف - وقعت في مساء الأحد أول أفريل سنة ١٩٧٣ م في مسجد جامعة الجزائر، حيث عمدت شرذمة ممن لقنوا المبادئ الهدامة ودخلت إلى مسجد الجامعة، في يوم عطلة الأسبوع، وبعد


(١) الآية ١١١ من سورة طه.

<<  <   >  >>