للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسيلقى كل واحد منهم جزاءه على أعماله، سواء آمن بذلك أو كفر.

والإسلام يأمرنا بالتناصح فيما بيننا، فإذا أدى العلماء واجبهم تلقاء حكامهم وولاة أمورهم، وتقدموا إليهم بالنصائح حسبما يمليه الإيمان والإسلام، لم يجدوا فيهم قلوبا متفتحة على الخير - إلا النادر القليل - وعقولا تدرك خطر المسؤولية، بل أنفوا من قبول النصيحة، واتهموا العلماء بالضدية للدولة، ورموهم بالرجعية والتأخر والجمود الخ، والرجعية في النظام الاشتراكي معناها التدين، لأن الاشتراكيين لا دين لهم كما نعلم، ولأن الدين مصباح مضيء، ونور كاشف، إذا سلط على المبادئ والأهداف كشف حقيقتها كما هي من غير تدليس ولا تلبيس ولا تزييف، لهذا نسمع كثيرا كلمة الاستعمار القديم والجديد، والتنفير منهما - الاستعمار بنوعيه القديم والجديد - لنقول هذا الاستعمار القديم عرفناه، ترى ما هو الاستعمار الجديد؟ فلا نجد لهذا السؤال جوابا إلا أن نقول هو "الاشتراكية الشيوعية" ومثل كلمة الاستعمار القديم والجديد في لغة الاشتراكية كلمة الإمبريالية، والرجعية المستنزفة لدماء الشعوب، القاهرة للعباد، المعذبة للبشرية، إلى آخر ما شاع وذاع وملأ الأسماع حتى مل الناس سماعه، وهي دعاية شيوعية قصد بها التضليل وإخفاء الحقائق وراء العناوين الضخمة الخادعة البراقة.

ومن العجيب الغريب المضحك أن الكثير من الدول العربية الإسلامية!!!! تسطر في دساتيرها كلمة: (الإسلام دين الدولة) وإذا بحثنا عن معنى الإسلام ومدلوله في هذه الدول لم نجد له أثرا، إلا في الصلاة والصوم عند البعض من أفراد هذه الشعوب، أما الأحكام والحدود وحماية الدين فلا تسأل عنها، وهي في ذلك تخادع شعوبها، لأن الشعوب لا ترضى أن تستبدل الإسلام - وهو الدين الذي حررها من الاستعمار - بالشيوعية عدوة الأديان، أما أحكامه فقد أبطلت وعوضت بأحكام وضعية، فأين هو الإسلام إذن ... ؟؟

فلو قيل في تلك الدساتير: (الإسلام دين الشعب) لكان أصدق وأصلح في طائفة من أبناء الشعب، لأن الدولة لا تعمل بالإسلام ولا تطبقه ولا تحميه من عبث العابثين، بل تضيق عليه سبل نشره والعمل به، والذي نلاحظه هنا أن (الاشتراكية) صارت مودة - موضة - العصر كاللباس، فكل دولة لشعب مسلم لبست لباس هذه المودة أو الموضة حتى لا تتهم

<<  <   >  >>