السماوية - خصوصا وأن محمدا صلى الله عليه وسلم - المشرع بعد الله - ليس عنده "شهادة الحقوق"مثل التي عنده هو - فهو يرغب في الإتيان بشريعة أحسن وأليق بالبشر من شريعة الله، فجاء بـ (المزدكية).
وتعقيبنا على هذا التصريح نوجزه فيما يلي:
١ - قوله أن الدين والقرآن قد وضعا المرأة في منزلة سفلى الخ. نقول حاش لله وحاش للدين والقرآن أن يكون منهما هذا القصد السيء الذي أبداه هو فمن درس التاريخ القديم - لما قبل الإسلام - علم أن الإسلام والقرآن قد رفعا منزلة المرأة إلى أعلى مراتب الاحترام والكرامة، هذا إذا درس التاريخ بنزاهة وبدون روح التعصب الممقوت، وما قاله بورقيبة هو قول قديم مشهور لخصوم وأعداء الإسلام، فما هو إلا تابع لهم وسائر في ركبهم - لا أكثر ولا أقل - فإذا ظلم رجل مسلم امرأة مسلمة فليس معنى هذا أن الإعلام هو الذي ظلمها، والظالمون من هذا الصنف كثيرون، وإن لم يعترفوا بذلك، فليتفطن لهذه الأقوال بعض الغافلين.
٢ - فها بورقيبة شهد على نفسه بأنه خالف القرآن وكفر به - ويا ويله من ذلك - وعارضه بتشريع آخر، في منعه من تعدد الزوجات، وفي الإرث حسبما جاء في القرآن، حيث سوى المرأة بالرجل في الإرث ...
أما تعدد الزوجات الذي أباحه القرآن وحرمه بورقيبة فهو فيه تابع للأروبيين الذين يقتصرون على زوجة واحدة في الظاهر، أما في غير ذلك فالعدد لا يحلمه إلا علام الغيوب، فالإسلام طاهر يحب الطهر للمسلمين الصادقين في إسلامهم أما الخبائث فقد حرمها الله عليهم، وهذه الدعاية لا تروج إلا على البسطاء، إن الإسلام نهى أتباعه عن تعدد الزوجات بمجرد الخوف من عدم العدل، وذلك في قوله تعالى:{فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً}(١) بهذا نطق القرآن، إن هذه الرخصة - رخصة التعدد - قل من يعمل بها شأنها شأن الرخص، غير أن الأروبيين ومن كان على شاكلتهم من بعض المفتونين بهم يظنون أن التعدد سيئة قبيحة في هذا العصر أساء بها الإسلام إلى المرأة، وهي حسنة من حسنات الإسلام لو كانوا يفقهون معنى العفة والتطهر، إن المطلوب من حكومات