للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اعتمدت الاشتراكية الحديثة على من ذكر، وزادت عنصرا جديدا فيها وهو عنصر المرأة، تلك الاشتراكية التي رأيناها تتسمى بأسماء مختلفة، حسب جو القطر الذي أحدثت فيه وطبقت على أهله، ففي الوطن العربي هناك عدة اشتراكيات ... منها الاشتراكية العربية، واشتراكية عمر بن الخطاب، وفي البلد الذي يتمسك بإسلامه: الاشتراكية الإسلامية، وفي البلد الذي يسيطر عليه الحزب السياسي: إشتراكية الحزب الفلاني، إلى غير هذا من العناوين الكثيرة، فلا الإسلام يرضى بهذه النحلة الإلحادية التي أضيفت إليه، - لأنها مسخ له، ولأنه دين كامل في هيئته وتشريعه - ولا عمر بن الخطاب يرضى ويفرح بإضفاء الاشتراكية الإلحادية على عمله الإسلامي الخالص، وعلى شخصه الكريم وإيمانه القوي، وسيرته العادلة، إنما ذلك تمويه وتدليس على البسطاء من المؤمنين، حتى يقال لهم إن للاشتراكية الحديثة أصلا في الإسلام، وسندا في شريعة رب العالمين، التي أنتم بها مؤمنون، وأن الخليفة الثاني - عمر بن الخطاب - رضي الله عنه، عمر وما أدراكم من عمر؟ كان اشتراكيا، فلم لا نكون نحن على خطته وطريقته اشتراكيين مثله؟ أليس لكم قدوة به؟

نعم، إن كان للاشتراكية الحديثة سندا وأصلا فما هو إلا في - الاشتراكية المزدكية - فهي أصلها وسندها، وهذه فرع عنها وغصن من شجرتها، ولهذا أثمرت ثمرتها، وأعطت نتائجها، أما الإسلام فهو بعيد عنها بعد السماء عن الأرض، إذ هو شريعة الله جاء لها رسول الله صلى الله عليه رحمة للعالمين كما قال فيه مرسله: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (١) أما الاشتراكية فهي من وضع اليهودي - كارل ماركس - فهي نحلة يهودية: واليهود لا يأتي منهم أي خير للإنسانية، فهم دائما يزيدون الإنسانية عذابا إلى عذابها، وشقاء إلى شقائها، كما أريد من ورائها الاستيلاء على السلطة والحكم، وجعل الناس في قبضتها.

اعتمدت الاشتراكية الحديثة - فيمن اعتمدت - على المرأة، والمرأة مخلوق ضعيف في الظاهر قوي في الباطن، له تأثير كبير في المجتمع وفي الفرد، وخاصة على الأشخاص البارزين فيه، من ملوك وأمراء ومن هو في طبقتهم - وهذا أمر معروف ومذكور في أسرار القصور - فقد تنقذ


(١) سورة الأنبياء الآية ١٠٧.

<<  <   >  >>