للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مقارنة لطيفة بين كيد الشيطان وكيد المرأة، فوصف كيد الشيطان بالضعف ووصف كيد المرأة بالعظمة، وفي ذلك سر لا يخفى، قال الله تعالى في ذلك: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} (١) وقال في الآخر وفي التهمة التي حاولت امرأة عزيز مصر أن تلصقها بيوسف عليه السلام، فبرأه الله منها، حين خاطبها زوجها عزيز مصر بعد أن ظهر له من الشواهد الحسية براءته منها وكذبها هي: {إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} (٢).

فالمرأة فيها من اللباقة وقوة التأثير على الرجل - بشتى وسائل التأثير - ما لا يوجد عند الرجل.

قيل للمرأة في الدول الاشتراكية الحديثة: إنك مستعبدة فطالبي بتحررك، وقيل لها: إنك مهانة فطالبي بعزك، وقيل لها: إنك سجينة البيت فتمردي واخرجي إلى الشارع، وفكي قيودك بيدك وحطمي السلاسل التي قيدتك، وقيل لها: إنك مظلومة فاعملي على رفع الظلم عنك، وقيل لها، وقيل لها الشيء الكثير وهي حيلة قصد بها الدعاية والتضليل، وبالتالي التأثير على المرأة، لتستغل حسب الظروف والأحوال فتأثرت المرأة بذلك، حتى أنه قال مسؤول كبير عندنا في سابق الأيام في خطاب له أمام جمع كبير من النساء على عادته في جمعه للنساء: (أخرجي إلى الشارع وخذي حقك بيدك، ولا تنتظري من الرجل أن يعطيه لك) ويقول لها آخر كذلك: (أخرجي بنفسك، ولا تنتظري منا أن نفتح لك الباب) فخرجت المرأة إلى الشارع متأثرة بما سمعته، لكن ماذا كانت النتيجة؟ كانت سيئة للغاية القصوى من السوء، كانت خراب البيت، كانت تشتيت العائلة، كانت تحطيم هيكل الأسرة، كانت في كثرة الطلاق والفراق التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ الإسلامي، وكان أيضا غير ذلك من كل أمر شنيع، مما نتج عنه فراق الكثيرات من النساء لأزواجهن وبيوتهن، كما كانت هروب الكثيرين من الأزواج عن نسائهم وأطفالهم، كل ذلك نتيجة لدعاية التغرير والخداع والتخريب، ولا يستطيع أحد نكران هذا وما ذكرته قليل من كثير.


(١) سورة النساء الآية ٧٦.
(٢) الآية ٢٨ من سورة يوسف.

<<  <   >  >>