للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} سورة البقرة الآية ٢٨٢. وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم مغزى هذا، كما جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام البخاري في صحيحه. في باب (ترك الحائض الصوم) أن الرسول صلى الله عليه وسلم: (جرح في أضحى أو فطر إلى المصلى فمر على النساء فقال: ((يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار) قلن: وبم يا رسول الله؟ قال: ((تكثرن اللعن، وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن) قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: ((أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل) قلن: بلى، قال: ((فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم) قلن: بلى، قال: ((فذلك من نقصان دينها)). رأينا من خلال جواب الرسول للنساء تلطفه معهن من غير تعنيف كعادته صلى الله عليه وسلم مع النساء وغيرهن، فهو لم يرد بذلك احتقارهن ولا التنقيص من شأنهن كما يدعي المغرضون، بل ما أراد إلا التنبيه لحالهن فقط، أما نقصان دين المرأة فواضح مما قاله الرسول، وأما نقصان العقل فهو إشارة إلى قول الله: {فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ} وذلك في باب الشهادة، حيث أن المرأة الواحدة قد تنسى فتذكر إحداهما الأخرى كما جاء في الآية، قال ابن حجر في شرح هذا الحديث: فسؤال النساء الرسول عن ذلك دليل على نقصان عقلهن، إذ الأمر معروف لا يحتاج إلى السؤال، فالسيدة المعترضة على هذا الحديث لم تفهمه، ولعلها لم تسمع به، وكثير من النساء مدحن المرأة فوق وأكثر من اللازم، لأغراض لا تخفى على أحد، والأعجب من ذلك أني لم أسمع واحدا من العلماء الحاضرين ردها عن خطئها ذلك لأني سمعت كلمتها تلك بواسطة التلفزة الجزائرية، والملاحظ الذي لا ينكر أن أصل خلقة المرأة وتكوينها أضعف من خلقة وتكوين الرجل، فهل تعترض المرأة على الخالق الذي اقتضت حكمته أن يخلقها هكذا؟

أو هل تنكر هذا أيضا؟ ومن أنكرته فلتتقدم إلى ميدان الرجل وتحمل

الأثقال مثل الرجل ولتكن حينئذ مثله أو فلتسكت عن شقشقة الكلام الفارغ

فقد أسرفت في قيمة نفسها بما لا يقبله العقل، بل وادعت أنها كل شيء

في هذه الحياة.

<<  <   >  >>