للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجزائر العربية اللغة، نحن نعرف أن الأمم كلها تذيع برامج بلغات أجنبية، وفي أوقات قليلة لتطلع الأجانب عنها بما يحدث في الداخل والخارج من غير أن تهضم حق لغة الوطن.

كلنا يعرف أن أشرف اللغات إنما هي اللغة العربية، باعتراف جميع العلماء في القديم والحديث، لأن الله عز وجل أنزل بها القرآن، وهو أشرف الكتب السماوية، فما معنى إبعاد استعمالها من وسط قسم من سكان الجزائر المسلمين؟ واستعمال اللغة البربرية بدلها، وهي اللغة التي لا حروف لها ولا حساب، لو لم يكن المقصود من ذلك إنما هو إحياء النعرات القديمة التي قضى عليها الإسلام، وفي ذلك تشتيت لعناصر الأمة الواحدة التي وحدها الإسلام دين التوحيد.

فمشروع كهذا لا يستحق إلا الرفض والإهمال، لأنه يهدف إلى إحياء العنصريات التي أماتها الإسلام، وسماها الرسول صلى الله عليه وسلم - دعوة الجاهلية - وقال: ((دعوها فإنها منتنة)) وقد سمعنا البعض ممن ينتسبون إلى العلم والدين لا زالوا يستعملونها في دروسهم، ومخاطبوهم يحسنون العربية.

ولعلهم يظنون أن هذا دليل على وطنيتهم وإخلاصهم للغتهم البربرية.

وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن استعمال لغة غير اللغة العربية لمن يحسن التكلم بها، لأنها لغة القرآن والدين والوحدة، فقد أخرج الحاكم في المستدرك ما يفيد ذلك.

١) أخرج الحاكم في المستدرك بسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحسن منكم أن يتكلم بالعربية فلا يتكلم بالفارسية، فإنه يورث النفاق)).

٢) وجاء فيه أيضا: عن يحيى بن كثير عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تكلم بالفارسية زادت في خبثه، ونقصت من مروءته)) فمتن الحديثين وإن لم يبلغ درجة الصحة أو الحسن إلا أن معناهما يوافق دعوة الإسلام إلى الوحدة ونبذ العنصرية. فالتكلم بلغة غير اللغة العربية في وسط إسلامي فيه نوع من النفاق والخبث والبغض للغة العربية، وذلك يعود في الدرجة الأولى إلى مدى تمكن الإسلام من القلب والنبي صلى الله عليه وسلم إنما ذكر اللغة الفارسية لأنها اللغة التي كانت مستعملة في زمنه ومثلها الآن الفرنسية والبربرية الخ، نسأل الله الهداية والتوفيق.

<<  <   >  >>