[٢] وقال ابن ميسر: كان يعظ بجامع عمر، وحدّث عن جماعة من المصريين، وله كلام كثير في الوعظ، والزهد. وبيت بني الجوهري بيت دين وعلم ووعظ. ولما كان الغلاء اجتمع إليه ذات يوم الناس وسألوه الحضور بجامع عمرو للذكر، فقال: من يحضر عندي؟ ومن معي؟ فقيل له: لا بد من ذلك، ففعل وتصدّى للوعظ على عادته. وكان من قوله: أبشروا، هذه سنة ثلاث، وأشار بيده وهي منغلقة كلها، وستدخل سنة أربع ويفتح الله، ورفع بنصره، وبعدها سنة خمس ويفتح الله، ورفع خنصره، فكان كما قال: وأنشد مرة في مجلس وعظه: ما يصنع الليل والنهار ... ويستر الثوب والجدار على كرام بني كرام ... تحيروا في القضاء وحاروا ومن كلامه: قد اختلّ أمر الدين والدنيا، وضاق الوصول إليهما، فمن طلب الآخرة لم يجد معينا عليها، ومن طلب الدنيا، وجد فاجرا سبقه إليها. وأنشد المستنصر: عساكر الشكر قد جاءت مهيئة ... وللملوك ارتياب في تأتيها بالباب قوم ذو ضعف ومسكنة ... يستصغرون لك الدنيا وما فيها (أخبار مصر، اتعاظ الحنفاء) .