للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[كتاب هولاكو إلى صاحب الشام]]

وفيها جاءت رُسُل قاءان من بلاد ما وراء النّهر ورُسُل هولاكو إلى صاحب الشّام، فصورة كتاب هولاكو: «يعلم سلطان ملك ناصر- طال بقاؤه- إنّه لمّا توجّهنا إلى العراق وخرج إلينا جنودهم، فقتلناهم بسيف الله تعالى، ثمّ خرج إلينا رؤساء البلد ومقدّموها، فكان قُصارى كلامهم سببا لهلاك نفوسهم يستحقّ الإذلال [١] ، فأعدمناهم أجمعين، وذلك بما قدّمت أيديهم وبما كانوا يكسبون. وأمّا ما كان من صاحب البلدة، فإنّه خرج إلى خدمتنا، ودخل تحت عبوديّتنا، فسألناه عن أشياء كَذَبنا فيها، فاستحقّ الإعدام. وكان كذِبُه ظاهرا، ووجدوا ما عملوا حاضرا. أجب ملك البسيطة، ولا تقولنّ: قلاعي المانعات ورجالي المقاتلات. ولقد بَلَغَنَا أنّ شَذَراتٍ [٢] من العسكر التجأت إليك هاربة، وإلى جنابك لائذة.

أين المَفَر ولا مَفَر لهاربٍ ... ولنا البسيطان الثرَى والماءُ

فساعة وقوفِك على كتابنا تجعل قلاع الشّام سماها أرضا، وطولها عرضا. والسلامُ.

ومن كتابٍ ثان: «خدمة ملك ناصر- طال عُمرُه-، أمّا بعد، فإنّا فتحنا بغداد واستأصلنا. ملْكها وملِكها، وكان ظنّ وَقد ضنّ [٣] بالأموال، ولن ينافس فِي الرجال أن مُلكه يبقى على ذلك الحال، وقد علا ذِكره، ونما [٤] قَدْرُه، فخُسِف فِي الكمال بدْره.

إذا تمّ أمر بدا نقصُهُ ... تَوَقعْ زوالا إذا قيل تمّ

ونحن فِي طلب الازدياد، على ممرّ الآباد، فلا تكن كالّذين نَسُوا الله فأنساهم أنفسهم، وأبدٍ ما فِي نفسِك، إمّا إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.


[ () ] الدول ٢٧٧، تاريخ الزمان ٣١٤، البداية والنهاية ١٣/ ٢١٥، تاريخ ابن سباط ١/ ٣٧٩، ٣٨٠، الأعلاق الخطيرة ج ٣ ق ٢/ ٤٨٩، ٤٩٠، ٥٠٠- ٥٠٤، ذيل مرآة الزمان ١/ ٩١.
[١] في تاريخ الخلفاء ٤٧٣: «تستحق الإهلاك» .
[٢] في تاريخ الخلفاء ٤٧٣: «شذرة» .
[٣] في تاريخ الخلفاء ٤٧٤: «وقد فتن» .
[٤] في تاريخ الخلفاء ٤٧٤: «نمى» .