السُّلطان المُلْك الرّحيم، بدرُ الدّين، صاحب المَوْصِل، أبو الفضائل الأرمنيّ الأتابكيّ، النّوريّ، مولى المُلْك نور الدّين أرسلان شاه ابن السُّلطان عزَّ الدّين مسعود.
كَانَ القائم بتدبير دولة أستاذه وأعطاه الإمريّة، فلمّا تُوُفّي نور الدّين قام بتدبير ولده السُّلْطَان المُلْك القاهر عزَّ الدِّين مَسْعُود بْن نور الدّين، فلمّا تُوُفّي فِي سنة خمس عشرة أقام بدر الدّين أخوين صبيّين وَلَدي القاهر، وهما ابنا بِنْت مظفّر الدّين صاحب إربل، واحدا بعد واحد. ثُمَّ استبدّ بملك المَوْصِل أربعين سنة.
والأصحّ أَنَّهُ تسلطن فِي أواخر رمضان سنة ثلاثين وستّمائة.
وكان حازما شجاعا، مدبّرا، ذا حزم ورأي، وَفِيهِ كَرَم وسؤدُد وتجمّل، وله هيبة وسطْوه وسياسة. كَانَ يَغْرم عَلَى القصّاد أموالا وافرة، ويحترز ويداري الخليفة مِنْ وجهِ، والتّتار مِنْ وجه، وملوك الأطراف مِنْ وجه، فلم ينخرم مُلْكُه، ولم تطْرُقْه آفةٌ. وكان مَعَ ظُلمه وجوره محبّبا إلى رعيّته لأنّه كَانَ يعاملهم بالرّغبة والرّهبة.
[١] انظر عن (لؤلؤ الأرمني) في: تاريخ الظاهر بيبرس ٤٧، ١١٣، ١١٥، ١١٦، ٢١٤، ٣٣٢، وذيل الروضتين ٢٠٣، ووفيات الأعيان ١/ ١٨١ و ١٨٤ و ١٩٤ و ٤٠٩ و ٥/ ٩٢ و ٣٠٨ و ٣٩١ و ٧/ ٣٢٦ و ٣٣٥ و ٣٣٨، والدر المطلوب ٨/ ٤٤، وحوادث الزمان وأنبائه ووفيات الأكابر والأعيان من أبنائه، المعروف بتاريخ ابن الجزري (مخطوطة كوبريلي) ، ورقة ٣٩٥ حسب ترقيم المخطوط، وورقة ٤٧١ حسب ترقيمنا وتحقيقنا، في ذكر الأناشيد، آخر وفيات سنة ٧٣٥ هـ.، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) انظر فهرس الأعلام ٢/ ١٠٣٢، وأخبار الدول للقرماني ٢/ ٢٦٨، والدرّة الزكية ٤٤، والمختصر في أخبار البشر ٣/ ١٩٨، والإشارة إلى وفيات الأعيان ٣٥٥، وسير أعلام النبلاء ٢٣/ ٣٥٦- ٣٥٨ رقم ٢٥٦، ودول الإسلام ٢/ ١٦١، ١٦٢، والعبر ٥/ ٢٤٠، ومرآة الجنان ٤/ ١٤٨، وتاريخ ابن الوردي ٢/ ٢١٠، والوافي بالوفيات ٢٤/ ٤٠٧، ٤٠٨ رقم ٤٧٩، والبداية والنهاية ١١٤/ ٢١٣، وعيون التواريخ ٢٠/ ٢١٦، والنجوم الزاهرة ٧/ ٧٠، وشذرات الذهب ٥/ ٢٨٩، والتحفة الملوكية ٤٢، وتاريخ إربل ١/ ١١٧ و ٤٤٣، ٤٤٤، وتاريخ الزمان ٣١٥، وتاريخ مختصر الدول ٢٧٩، والوافي بالوفيات ٩/ ٤٣، وتالي وفيات الأعيان ٣، والمنهل الصافي ١/ ١١، وعقد الجمان (١) ١٩٩- ٢٠١، ودرّة الأسلاك ١/ ورقة ٢١، وجامع التواريخ، مجلّد ٢ ج ١/ ٣٢٧ وما بعدها.