٣١٥٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْمُؤَدِّبُ، أنا عَفَّانُ، أنا وُهَيْبٌ، أنا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ التَّمِيمِيِّ، عَنْ زَهْدَمٍ الْجَرْمِيِّ، قَالَ: كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْأَشْعَرِيِّينَ إِخَاءٌ قَالَ: وَكُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى فُقَرِّبُ إِلَيْنَا طَعَامًا فِيهِ لَحْمُ دَجَاجٍ، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ آخَرُ شَبِيهٌ بِالْمَوَالِي مِنْ بَنِي تَيْمِ اللَّهِ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: ادْنُ فَكُلْ، معي، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ نَتَنًا، فَحَلَفْتُ أَلَّا أَطْعَمَهُ أَبَدًا، فَقَالَ: " إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ مِنْهُ، ثُمَّ حَدَّثَ: أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفَرٍ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ يَسْتَحْمِلُهُ، فَأَتَاهُ وَهُوَ يَقْسِمُ إِبِلًا مِنَ الصَّدَقَةِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ احْمِلْنَا، وَهُوَ غَضْبَانٌ فَقَالَ: «وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ وَلَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ»، ثُمَّ أُتِيَ بِفَرَائِضَ ذَوْدٍ غُرِّ الذُّرَى وَأَعْطَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسَ ذَوْدٍ غُرِّ الذُّرَى، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُنْتَ حَلَفْتَ أَلَّا تَحْمِلَنَا. فَقَالَ: «إِنِّي لَسْتُ أَنَا حَمَلْتُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَمَلَكُمْ، وَاللَّهِ لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَتَحَلَّلْتُ عَنْ يَمِينِي» وَرَوَاهُ مَطَرٌ الْوَرَّاقُ، عَنْ زَهْدَمٍ وَقَالَ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ: وَلَكِنْ مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ " وَفِي ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالرِّوَايَةِ الْأُولَى يُحَلِّلُهَا بِالْكَفَّارَةِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute