للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

كأبي طالب المكي١ وأتباعه كأبي الحكم بن برجان٢ وأمثاله، ما يشير إلى نحو من هذا، كما يوجد في كلامهم ما يناقض هذا٣، فهم يقولون بأن الله في كل مكان، وأنه مع ذلك مستو على عرشه، وأنه يرى بالأبصار بلا كيف، وأنه موجود الذات بكل مكان، وأنه ليس بجسم، ولا محدود، ولا يجوز عليه الحلول، ولا المماسة، ويزعمون أنه يجيء يوم القيامة كما قال تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ} ٤، وقولهم هذا يشبه قول بعض مثبتة الجسم، الذين يقولون بأنه لا نهاية له٥.

والفرق بين هذا القول وقول الجهمية: بأن الله في كل مكان هو أن هؤلاء يثبتون العلو، ونوعا من الحلول، أما الجهمية فلا يثبتون العلو على مقصود هؤلاء من الاستواء على العرش والمباينة.


١ هو أبو طالب محمد بن علي بن عطية الحارثي المكي، صوفي، نشأ واشتهر بمكة، وهو صاحب كتاب: "قوت القلوب" في التصوف وهو من كبر رجال السالمية، قال عنه الخطيب البغدادي: "ذكر فيه أشياء مستشنعة في الصفات"، توفي سنة ٣٨٦ هـ.
انظر ترجمته في: "تاريخ بغداد": (٣/ ٨٩) ، "ميزان الاعتدال": (٣/ ٦٥٥) ، "لسان الميزان": (٥/ ٣٠٠) .
٢ هو أبو الحكم عبد السلام بن عبد الرحمن بن محمد اللخمي الإشبيلي، متصوف، توفي سنة ٥٣٦ هـ بمراكش، انظر ترجمته: "لسان الميزان": (٤/ ١٣- ١٤) ، "فوات الوفيات": (١/ ٥٦٩) ، "الأعلام": (٤/ ١٢٩) .
٣ "مجموع الفتاوى": (٢/ ٢٩٩) .
٤ سورة الفجر، الآية: ٢٢.
٥ "نقض تأسيس الجهمية": (٢/ ٦) .

<<  <   >  >>