عاش محمد بن عثمان بن أبي شيبة في القرن الثالث الهجري، فقد كان مولده في العشر الأول من هذا القرن، وكانت وفاته سنة سبع وتسعين ومائتين للهجرة، وقد شهد في هذه الفترة من حياته دولة الخلافة العباسية في مختلف مراحلها وعاصر عددا من خلفائها فقد أدرك بعضا من عصر المأمون (١٩٨- ٢١١) ، وأدرك عصر المعتصم (١٨ ٢- ٢٢١) ، والواثق (١٢٧- ٢٣١) ، والمتوكل (١٣٢- ٤٧ ١) ، والمنتصر (١٤٧- ٢٤١) ، والمستعين (١٤٨- ٢٥١) ، والمعتز (١٥٢- ٢٥١) ، والمهتدي (١٥٥- ٢٥١) ، والمعتمد (١٥٦- ٢٧١) ، والمعتضد (١٧٩- ٢٨١) ، والمكتفي (١٨٩- ٢٩١) ، وبعض عصر المقتدر (١٩٥- ٣٢١) .
والذي يعنينا هنا هو تصور الجو السياسي في تلك الحقبة من الزمن، فقد كانت مشحونة بالفتن والاضطرابات والصراعات التي كانت تنتاب الدولة العباسية من حين إلى حين- وقد كانت هذه الصراعات في مجملها ذات أهداف شخصية لا تمت إلى الإسلام بصلة، وكان الهدف الرئيسي منها هو السيطرة على زمام الدولة العباسية، أو الاستئثار بحكم