خص الخالق سبحانه وتعالى عرشه الكريم بخصائص عديدة، ميزته على كثير من المخلوقات الأخرى، وذلك لما للعرش من المكانة الرفيعة عند البارئ- عز وجل-، فقد جاء ذكر عرش الرحمن في واحد وعشرين موضعا من القرآن الكريم، ومجيء ذكر العرش بهذا العدد يدل على ما له من مكانة ومنزلة عالية عند الخالق- سبحانه وتعالى-، فالله - سبحانه وتعالى - قد مدح نفسه في أكثر من موضع من كتابه الكريم بانه صاحب العرش العظيم، والكريم، والمجيد، قال تعالى:{وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} ، وقال تعالى:{فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إلَاّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} ، وقال تعالى:{ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} .
فالله سبحانه يصف لنا في هذه الآيات وغيرها العرش بانه عظيم، وكريم، ومجيد، فهو عظيم لكونه أكبر المخلوقات، وأعظمها، وأعلاها، وذلك لما خص الله به هذا العرش من الاستواء عليه، ومجيد وكريم لما له من منزلة تميز بها عما سواه من المخلوقات، فهو إنما اتصف بهذه الصفات لجلالته وعظيم قدره، كما أن في قوله تعالى:{رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْش} إخبار منه تعالى عن عظمته وكبريائه، وارتفاع عرشه العظيم العالي على جميع خلقه، ومما يدل- أيضا- على