المرفوعة على الموقوفة، والموقوفة على الإسرائيليات وهكذا.
٣- لم يهتم المؤلف حين جمعه للأحاديث والآثار التي أوردها بدرجة تلك الأحاديث والآثار من حيث الصحة والضعف؟ فقد جمع في كتابه هذا الغث والسمين، فكان هناك الكثير من الأحاديث والآثار الضعيفة، والإسرائيليات، إلى جانب بعض الأحاديث الموضوعة التي لا يصح أن يستدل بها بأي حال من الأحوال. والمؤلف - رحمه الله- محدث حافظ، وله باع طويل في معرفة رجال الأحاديث، جرحا وتعديلا، فكان الأولى به أن يجنب كتابه مثل هذه الأمور، وخاصة أن كتابه يتحدث في مسائل اعتقادية لا يقبل فيها إلا ما صح من الأحاديث، ولكن يبدو أن المؤلف قصد من إيراده لهذه الأحاديث والآثار جمع كل ما ورد في الموضوع بغض النظر عن الصحة والضعف، وذلك لأن عصره عصر الرواية والإسناد، والمحدثون يرون أنهم إذا ساقوا الحديث بالإسناد فقد خرجوا من العهدة وبرئت الذمة، وفي هذا يقول ابن حجر:"إن أكثر المحدثين في الأعصار الماضية من سنة مائتين وهلم جرا إذا ساقوا الحديث بإسناده اعتقدوا أنهم برئوا من عهدته"١.