للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يُوصَفَ بِهَذِهِ الصِّفَةِ.

بَلْ هُوَ فَوْقَ الْعَرْشِ كَمَا قَالَ١، مُحِيطٌ بِالْعَرْشِ٢،


١ جاء ذكر استواء الله- سبحانه وتعالى- على عرشه في سبعة مواضع من القرآن الكريم، وفي كل هذه المواضع تمدح رب السموات والأرض نفسه بهذه الصفة التي هي صفة الاستواء، وقد جاء ذكر الاستواء في هذه المواضع مصحوبا بما يبهر العقول من صفات جلاله وكماله التي هي منها، وفى ذلك أعظم رد على المعطلة الذين نفوا علو الله واستواءه على عرشه.
٢ الله سبحانه وتعالى- كما أخبر عن نفسه في كتابه العزيز- محيط بعلمه وقدرته بالعرش وبكل شيء في هذا الوجود قال تعالى: {أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ} [سورة فصلت، الآية: ٥٤] ، وقال تعالى: {وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ} [سورة البروج، الآية: ٢٥] ، وقال تعالى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطاً} [سورة النساء، الآية: ١٢٦] .
فهذه الإحاطة الواردة في هذه الآيات المراد بها إحاطة عظمته وسعة علمه وقدرته سبحانه وتعالى، فعلمه سبحانه وتعالى نافذ في جميع المخلوقات فلا تخفى عليه خافية من عباده، ولا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر، وليس المراد بالإحاطة هنا إحاطة ذاته سبحانه وتعالى، وأن المخلوقات داخل ذاته المقدسة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. والله أعلم.

<<  <   >  >>