٢ سورة آل عمران، الآية: ٥٥. ٣ سورة النساء، الآيتان: ١٥٧- ١٥٨. ٤ ما ذكره المؤلف هنا هو من دليل الفطرة، وقد تقدم الحديث عليه في قسم الدراسة صر،١٥٥. ٥ لفظة "بذاته" لم تكن معروفة في عهد الصحابة- رضوان الله عليهم-، ولكن لما ابتدع الجهم وأتباعه القول بأن الله في كل مكان- ذكرها بعض المتأخرين من السلف للتوضيح والتفرقة بين كونه تعالى معنا، وبين كونه تعالى فوق العرش، فهو كما قال سبحانه وتعالى معنا بعلمه، وأنه على العرش كما أعلمنا حيث يقول: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ، وقد تلفظ بهذه الكلمة جماعة من العلماء منهم عثمان بن سعيد الدارمي، ويحيى بن عمار - واعظ سجستان- في رسالته، والحافظ أبو نصر الوائلي السجزي في كتاب "الإبانة" له، وأبو عمر بن عبد البر، وأبو عمر الطلمنكي، وأبو إسماعيل الأنصاري الهروي، وعبد القادر الجيلي، وذكر ابن القيم أن أكثر من صرح باستعمال كلمة بذاته أئمة المالكية، ومنهم أبو محمد بن أبي زيد القيرواني، والقاضي عبد الوهاب، وأبو بكر الباقلاني، وأبو عبد الله القرطبي وغيرهم. وقد أنكر الذهبي استعمال هذه العبارة ولعل السبب في ذلك يرجع لكون أوائل السلف لم يقولوا بها، ولم ترد في أقوالهم، وإنما قالها بعض المتأخرين منهم، فأنكر ذلك مبالغة منه في المحافظة على نهج السلف. والكلمة معناها سليم، وليس فيها إثبات ما لم يرد، واستعمال بعض السلف لها إنما هو من باب تأكيد على أن الاستواء حقيقة وليس مجازا كما يزعم الجهمية وأتباعهم. والله أعلم. انظر: "مختصر الصواعق المرسلة": (٢/ ١٣٤) ، "مختصر العلو" للذهبي: ص ٢٥٦٠٢٥٥.