روى عن سعيد بن جبير وغيره، وعنه الأعمش وغيره. صدوق ربما وهم، من الخامسة. روى له البخاري والأربعة. "تهذيب التهذيب": (١٠/ ٣١٩) ، "تقريب التهذيب": ص ٣٤٨. ٢ هو سعيد بن جبير الأسدي، مولاهم الكوفي. ثقة، ثبت، فقيه، من الثالثة، قتل بين يدي الحجاج سنة خمس وتسعين، ولم يكمل الخمسين. "تقريب التهذيب": ص ١٣٠. ٣ أخرجه ابن جرير في "تفسيره": (١٥/ ٢٤٩) ، والدارمي في "الرد على بشر المريسي": ص ٤٤٥، وابن أبي عاصم في "السنة": (١/ ٢٥٨) ، والحاكم في "المستدرك": (٢/ ٣٤١) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات": ص ٤٨٠. كلهم بإسنادهم عن سفيان عن الأعمش بنحوه. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وإسناده جيد موقوف. التعليق: إن أمور العرش وما يتعلق به هي من الأمور الغيبية التي يجب أن يتوقف علم الإنسان وإحاطته بها على ما جاء به الخبر من الكتاب أو السنة، لأن هذا هو السبيل الوحيد إلى ذلك، كما قال تعالى: {وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَاّ بِمَا شَاءَ} ومما جاء ذكره في القرآن عن عرش الرحمن تبارك وتعالى أنه كان على الماء قبل خلق السموات والأرض قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} . وبمثل ذلك جاء الخبر من السنة، كما في حديث عمران بن حصين الذي تقدم، ففي ذلك إخبار عن مكان العرش قبل أن يخلق الله السموات والأرض وما فيهما، وحين البدء في خلقهما، فهذا ما ورد به الخبر عن مكان العرش قبل خلق السموات والأرض، وأما مكانه قبل أن يكون على الماء، فهذا ما لم يرد به خبر من الكتاب والسنة، ولذلك قال سليمان التيمي- رحمه الله تعالى-: "لو سئلت أين الله؟ لقلت في السماء، فإن قال: أين كان عرشه قبل السماء، لقلت: على الماء، فإن قال: فأين كان عرشه قبل خلق الماء، لقلت: لا أعلم". "خلق أفعال العباد": ص ١٢٧. وإن كان ما يشير إليه حديث أبي رزبن الذي جاء فيه: "كان في عماء، ما فوقه هواء وما تحته هواء، ثم خلق عرشه على الماء" أن العرش من حين ابتدأ خلقه كان على الماء. وأما الماء المذكور أنه تحت العرش فليس المراد به ماء البحر، لأن ماء البحر إنما وجد بعد خلق السموات والأرض، وإنما الماء المذكور هنا هو ماء آخر تحت العرش، والله أعلم بكيفيته، وهذا الماء الذي تحت العرش ورد ذكره في حديث الأوعال عند قوله: "ثم فوق ذلك بحر ما بين أعلاه وأسفله كما بين السماء والأرض" وفي ذلك إشارة إلى بقاء هذا الماء بعد خلق السموات والأرض وأن الذي اختلف إنما هو كون العرش تحمله الملائكة بعد أن كان محمولا على الماء. وأما ما روي عن ابن عباس من أن هذا الماء على متن الريح، فلعل المراد بهذه الريح الهواء الذي جاء ذكره في حديث أبي رزين عند قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كان في عماء، ما فوقه هواء وما تحته هواء، ثم خلق عرشه على الماء"، وأما كيفية هذه الريح وخلقها فالله أعلم به.