للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

مُجَاهِدٍ١ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "كَانَ عَلَى عَرْشِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ شَيْئًا، ثُمَّ خَلَقَ الْقَلَمَ فَكَتَبَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"٢.


١ هو مجاهد بن جبر (بفتح الجيم وسكون الموحدة) المكي أبو الحجاج المخزومي، مولاهم المقرئ مولى السائب بن أبي السائب.
ثقة إمام في التفسير وفي العلم، من الثالثة، مات سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث أو أربع ومائة وله أربع وثمانون سنة.
"تهذيب التهذيب":. (١٠/ ٤٥) ، "تقريب التهذيب": ص ٣٢٨.
٢ أخرجه الدارمي في "الرد على الجهمية": ص ١٥، ١٦، وابن جرير في "تفسيره": (١٧/٢٩) ، والآجري في "كتاب الشريعة": ص ١٧٩، واللالكائي في "السنة": (٣/ ٣٩٦) .
كلهم بإسنادهم عن مجاهد به، بنحوه.
وقد ورد هنا مختصرا عن الباقين بلفظ أتم من هذا وهو: "قيل لابن عباس إن ناسا يقولون بالقدر، فقال: يكذبون بالكتاب، لإن أخذت بشعر أحدهم لأنصونه، إن الله- عز وجل- كان على عرشه قبل أن يخلق شيئا، ثم خلق القلم فكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، فإنما يجري الناس على أمر قد فرغ منه".
وفي سند ابن أبي شيبة ضعف، وذلك لجهالة أبي عامر الأسدي إلا أنه قد توبع، فقد رواه الباقون من طرق أخرى يصح باجتماعها سند الحديث، وللحديث شاهد من حديث مرفوع في كتابة المقادير أخرجه أبو داود في "سننه"، كتاب السنة، باب في القدر: (٥/٧٦) ، والترمذي في "سننه"، كتاب التفسير، تفسير سورة نون: (٥/ ٤٢٤، الحديث ٣٣١٩) بسندهما عن عبادة بن الصامت- رضي الله عنه- أنه قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، قال: رب، وماذا كتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة...." الحديث.
التعليق:
في قول ابن عباس: "كان على عرشه قبل أن يخلق شيئا" إثبات أن الله مستو على عرشه قبل خلق السموات والأرض لما كان عرشه على الماء، وهذا لا يتعارض مع الاستواء الذي كان بعد خلق السموات والأرض، فإن الله كان على عرشه قبل خلق السموات والأرض وفي فترة خلق السموات والأرض كان عاليا على خلقه، ولم يكن مستويا على عرشه، ثم بعد خلق السموات والأرض استوى على عرشه بدليل قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش} .
وأما مسألة خلق العرش والقلم وأيهما أسبق خلقا فقد تقدم ذكر الخلاف على ذلك في قسم الدراسة.

<<  <   >  >>