كتاب العرش وما روي فيه

الفصل الثاني: الأدلة على صفة العرش من الكتاب والسنة - المبحث الثاني: الأدلة من السنة على صفة العرش - ص: 60

العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق أم حوسب بصعقته الأولى ... " ١.

والشاهد لنا من هذا الحديث قوله: "فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش" حيث إن للعرش قوائم، ولم يرد في الشرع تحديد عدد لها، وهذا الحديث هو من أقوى الأدلة على أن العرش ليس المراد به الملك أو الفلك التاسع.

٢- وفي "صحيح مسلم" عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء" ٢.

وفي الحديث دلالة واضحة على أن العرش كان مخلوقا على الماء قبل خلق السموات والأرض.

٣- وفي "الصحيحين" عن ابن عباس- رضي الله عنهما - قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند الكرب: "لا إله إلا الله العليم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله الله رب السموات، ورب الأرض، ورب العرش الكريم" ٣.

---

١ تقدم تخريجه ص ٤١.
٢ أخرجه مسلم في القدر: (٨/ ٥١) .
٣ أخرجه البخاري في التوحيد، باب {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ} واللفظ له.
"فتح الباري": (١٣/ ٤٠٥) ، ومسلم في الذكر والدعاء: (٨/ ٨٥) .