الاستواء في القرآن الكريم في سبعة مواضع، ومجيء ذكر الاستواء في القرآن بهذا العدد إنما هو ليؤكد عظم هذا الأمر وأهميته، وأما السنة فهي مليئة بالأحاديث والآثار التي تثبت الاستواء وتؤكده.
وإن مذهب السلف الصالحين من الصحابة والتابعين وغيرهم من أهل العلم- رضوان الله عليهم أجمعين- أنهم يقولون: إن الله على عرشه بلا تكييف، ولا تمثيل، ولا تحريف، ولا تعطيل، فهو سبحانه مستو على عرشه استواء يليق بجلاله وعظمته، واستواؤه حقيقة لا مجاز، كما يزعم الجهمية وأتباعهم الذين ينكرون العرش، وأن يكون الله فوقه. وأما كيفية ذلك الاستواء فهي مجهولة لدينا، والسؤال عن كيفية ذلك الاستواء بدعة، لأن الله- سبحانه- لم يطلعنا على كيفية ذاته، فكيف يكون لنا أن نعرف كيفية استوائه وهو- سبحانه وتعالى- يقول:{وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إلَاّ بِما شَاءَ} .
ثانيا: العرش أعلى المخلوقات، وأرفعها، وسقفها
إن مما خص به الخالق- سبحانه وتعالى- العرش مع استوائه عليه كونه أعلى المخلوقات، وأرفعها، وأقربها إلى الله تعالى، فقد ثبت أن العرش أعلى من السموات والأرض والجنة، وأنه كالسقف عليها، والأدلة على هذا الأمر كثيرة، وقد سبق أن أوردنا جزءا منها خلال حديثنا عن مكان العرش.
والقول بان العرش أعلى المخلوقات هو قول السلف الذي قالوا به وذهبوا إليه، قال محمد بن عبد الله بن أبي زمنين في كتابه "أصول