للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

واذا قالوا هو مفتقر إليها، قيل: أتريدون بالافتقار أنه مفتقر إلى فاعل يفعله، أو محل يقبله، أم تريدون أنه مستلزم لها فلا يكون موجودا ألا وهو متصف بها.

أما الثاني فأي محذور فيه، وأما الأول فباطل إذ الصفة اللازمة للموصوف لا يكون فاعلا لها١.

وأما قولهم: "إنه لو كان صفة لاإ ن مركبا، والمركب مفتقر إلى جزأيه"، فهذا القول لا يتم إلا عند من يثبت الجوهر الفرد، وأما نفاته فعندهم أن الجسم في نفسه واحد بسيط ليس مركبا من الجواهر المنفردة، وهذه المسألة خلافية، قد "توقف فيها أذكى المتأخرين من الأشعرية، وإمامهم أبو المعالي الجويني٢، وكذلك أذكى متأخري المعتزلة أبو الحسين البصري٣، وكذلك الرازي٤، فهي مقدمة


١ انظر: "منهاج السنة": (١/ ١٨٨- ١٩١) بتصرف.
٢ هو إمام الحرمين عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني، ولد بنيسابور سنة ٤١٩هـ، وتوفي بها سنة ٤٧٨ هـ، من أعظم أئمة الأشاعرة، تتلمذ عليه الغزالي.
انظر ترجمته في: "تبيين كذب المفتري": ص ٢٧٨، "طبقات الشافعية": (٤/٢٤٩ - ٢٨٢) .
٣ هو أبو الحسين محمد بن علي الطيب البصري، من متأخري المعتزلة، ومن أئمتهم، توفي سنة ٤٣٦ هـ.
انظر: "الملل والنحل": (١/ ١٣٠- ١٣١) ، لسان الميزان: (٥/ ٥٩٨) .
٤ هو أبو عبد الله فخر الدين محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي البكري الرازي، ويعرف بابن الخطيب، وبابن خطيب الري، ولد سنة ٥٤٤ هـ، وتوفي سنة ٦٠٦ هـ، من أئمة الأشاعرة الذين مزجوا المذهب الأشعري بالفلسفة والاعتزال.
انظر ترجمته في "وفيات الأعيان": (١/ ٣٨١- ٣٨٥) ، "شذرات الذهب": (٥/ ٢١) ، "طبقات الشافعية": (٥/ ٣٣- ٤١)

<<  <   >  >>