للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الأمة كالتقوى والاستقامة أو العلم والعبقرية، أو الإخلاص لأمتهم وبلادهم، وقد يكتب الله على أيديهم بعض الظفر والازدهار والنجاح الباهر، والتوفيق العظيم، وما إلى ذلك من رغائب فيعظِّمهم الناس، ويمجدونهم ويلبسونهم ثوباً من الكمال ليسوا أهلاً له، حتى يعتبروا كل عمل من أعمالهم، وكل خلق من أخلاقهم حسناً وإن كان قبيحاً، وخيراً وإن كان شراً، وحتى يعتبروا كل قول من أقوالهم حقاً وإن كان باطلاً، ويبالغ بعضهم في ذلك حتى يخلع عليهم صفة التنزيه عن النقص والخطأ، والعصمة من كل إثم.

ويسري هذا الداء إلى نفوس الرعاع السذج أو الجهلاء أو ناقصي التفكير، فيبلغون في تقديسهم إلى حد توهم الألوهية أو جزء منها فيهم، وينحرفون بذلك عن منهج التفكير السليم، ويتجاوزون كل حد مقبول في العقول الصحيحة، وقد يشجعهم على ذلك بعض الأذكياء الذين يستطيعون استغلالهم واستثمارهم من خلال حماقاتهم وانحرافاتهم في الأفكار والعادات، أو من خلال تخلفهم عن مواكبة ركب العلم الصحيح والحضارة النافعة.

ومن المنغمسين في هذه الضلالة وثنيو القرن العشرين الذين يلحدون بالله، ويتخذون لعظمائهم أوثاناً يقدسونها، ويفدون إلى زيارتها، ويمنحونها الأكاليل، ويهدونها طاقات الورود، ويعتبرون مخالف تعاليمهم من أكبر الكبائر التي توجب الإعدام أو السجن المؤبد، أو الإبعاد والطرد، أو توجب حروباً طاحنة تهلك الحرث والنسل.

٥- فلسفات ناقصة أو أصول فكرية فاسدة:

من الملاحظ أن العامل في كثير من ألوان الضلالات الفكرية فلسفات ناقصة أو أصول فكرية فاسدة، وفي المجتمعات الإنسانية مظاهر متعددة لهذه الفلسفات الناقصة والأصول الفكرية الفاسدة.

ومن مظاهرها الفلسفات التي تؤدي على تعطيل دلائل الاستنتاج العقلي القاطع، وتؤدي إلى الوقوف عند حدود المادة المدركة بالحس المباشر أو عن طريق الأجهزة، وتؤدي إلى إنكار الوحي، وإنكار أية حقيقة من حقائق الغي التي تأتي

<<  <   >  >>