للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

السماع ويجدون به وتولهون عنده. وقال بعضهم كنّا على الساحل فسمع بعض إخواننا فجعل يتقلب على الماء يمر ويجيء , حتى رجع إلى مكانه. ونقل أن بعضهم كان يتقلب على النار عند السماع , ولا يحس بها. ونقل أن بعض الصوفية ظهر منه وجد عند السماع فأخذ شمعة فجعلها في عينه , قال الناقل: قربت من عينه , أنظر , فرأيت ناراً أو نوراً يخرج من عينه يردّ نار الشمعة وحكى عن بعضهم أنه كان إذا وجد عند السماع ارتفع من الأرض في الهواء أذرعاً يمر ويجيء فيه " (١).

وذكر مثل هذه الشعبذات اليافعي أيضاً حيث يقول:

" ومن حكايات أرباب الأحوال في السماع وأصحاب المواجيد فيه (ما حكى) عن بعضهم أنه سمع على ساحل البحر فجعل يتقلب على الماء ويمر ويجيء حتى رجع إلى مكانه (وحكى) عن بعضهم أنه كان إذا وجد عند السماع أرتفع من الأرض في الهواء أذرعاً ويجيء فيه (وقلت) ومثل هذا رويناه عن الشيخ الكبير العارف بالله تعالى الشهير أبي عبد الله القرشي رضي الله عنه (قلت) وقد تقدمت حكاية عن بعض المشائخ أنه قطعت رجله حال السماع من أجل أكلة فيها ولم يشعر ومن المشهور (ما حكي) عن بعضهم إنه كان مقعداً وكان إذا ظهر به السماع يقوم (وحكى) عن بعضهم أنه كان يتقلب على النار عند السماع ولا يحس بها (قلت) وقد دخل كثير منهم في النار في حال السماع وقد تقدم في الفصل الثالث أن امتحن بعض الملوك بعض المشائخ بذلك بعد ما أمر بإيقاد نار عظيمة فأمر الشيخ أصحابها السماع فلما عمل فيهم الوجود دخل بهم فيها ثم اختطف إبناً للملك ودار به فيها ثم غابا ففزع الملك على ولده فزعاً شديداً ثم ظهرا وإذا في إحدى يدي ابن الملك تفاحة وفي الأخرى رمانة فقال أبوه أين كنت قال كنت في بستان فأخذت منه هاتين الحبتين فأحضر الملك كأساً مملوءة سما تقتل القطرة منه في الحال وقال للشيخ اشربه إن كنت صادقاً وكان مذهبكم حقاً فشربه الشيخ في حال السماع فتمزقت ثيابه فألقى عليه ثياب أخرى فتمزقت أيضاً ثم أخرى كذلك مراراً ثم ثبتت عليه الثياب بعد ذلك صحيحة ولم يمسه سوء " (٢).


(١) عوارف المعارف للسهروردي ص ١٨٤.
(٢) نشر المحاسن الغالية لعبد الله بن أسعد اليافعي ج ٢ ص ٢٠٢ , ٢٠٣ بهامش جامع كرامات الأولياء.

<<  <   >  >>