للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قدما على باذان) الحديث.

فقدِّر -يا أخي حفظك الله- أنك بحضرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنه أمرك بشيء مما يسميه القوم " قشورًا "، أكنت تتجاسر أن تتقدم بين يديه، أو ترفع صوتك معترضًا عليه؟ إنك حتمًا وبمقتضى إيمانك ورضاك بالله ربًّا، وبالِإسلام دينًا، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - رسولًا ستقول له: " نعم وكرامة، وسمعًا وطاعة يا من أفديه بأبي وأمي "، فكذلك فافعل مع سنته الشريفة بعد وفاته، فهذا واجبك مع سنته إذ لم تدرك صحبته - صلى الله عليه وسلم -.

قال العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني -حفظه الله تعالى- في سياق رده على من ادَّعى أن الِإسلام لا يهتم بكل المظاهر الشكلية ومنها اللحية: ( .. ومع أنها دعوى عارية عن الدليل؛ فإنها منقوضة أيضًا بأحاديث كثيرة ...

أقول: هذا الزعم باطل قطعًا، لا يشك في ذلك أي منصف متجرد من اتباع الهوى بعد أن يقف على الأحاديث الآتية، وكلها صحيحة:

١ - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال ".

٢ - عن عائشة رضي الله عنها أن جارية من الأنصار تزوجت، وأنها مرضت، فتمعَّط شعرها، فأرادوا أن يَصِلوها، فسألوا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: " لعن الله الواصلة والمستوصلة ".

٣ - عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا: " لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، المغيراتِ خلق الله ".

٤ - عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَيَّ ثوبين معصفرين، فقال: " إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها ".

أخرج هذه الأحاديث الشيخان في " صحيحيهما "، إلا الأخير منها فتفرد

<<  <   >  >>