للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:
مسار الصفحة الحالية:

[الخاتمة]

وهكذا أخي المسلم ينبغي أن نذب عن هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي هو لباب كُلُّه لا قشور ولا نخالة فيه، ونقول: إنما القشور فيما خالف هديه، وإنما النخالة في المبتدعين الذين عظَّموا ما حقَّره، واستصغروا ما كبَّره، وأهدروا ما اعتبره، واعتبروا ما أهدره، ووضعوا ما رفعه، ورفعوا ما وضعه، وليكن لنا أسوةٌ في الأصحاب رضي الله عنهم أولي الألباب، الذين لم يعرفوا هذه البدعة المحدثة، ولم ينقسموا إلى أهل جوهر ولباب، وأهل قشور ونخالة، كما زعم أصحاب الجهالة:

دخل عائذ بن عمرٍو -وكان من صالحي أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) - على الخبيث الجريء عبيد الله بن زياد، فقال: (إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "شَرُّ الرِّعاء الحُطَمَةُ" (١) فإياك أن تكون منهم، فقال: اجلس إنما أنت من نُخَالَةِ (٢) أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، قال: وهل كانت لهم -أو فيهم- نخالة؟ إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم) (٣).

وهذا آخر ما تيسر جمعه في هذا الباب، ونسأل الله تعالى العصمة من الزلل، والسدادَ في القول والعمل، وصلي الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

...


(١) الحطمة: هو من يظلم الرعية، ولا يرحمهم، مبالغة الحاطم.
(٢) النُّخَالَةُ: ما نُخِل من الدقيق.
(٣) رواه مسلم في " الإمارة "، والإمام أحمد (٥/ ٦٤)، والبيهقي (٨/ ١٦١).

<<  <