ومن المناسب ذكره هنا ما قاله الأستاذ محمد المجذوب: (وما أجمل كلمة أستاذ جامعي لأحد طلابه، إذ بصر به يعتم البرنيطة فنصحه بخلعها، ولكن هذا أبى أن يستجيب إلا بحجة مقنعة، وجاءت الحجة حين قال له أستاذه: (يا بني: ليست البرنيطة بنفسها شيئًا مذكورًا، ولكنها شعار القوم الذين أذلوا أمتك، وسلبوك حريتك) اهـ. من " تأملات في المرأة والمجتمع " ص (٤٩). وقال الشيخ عبد الله بن الصديق: (والبرنيطة شعار خاص بغير المسلمين، حتى إن أتاتورك لعنه الله، حين انسلخ من الإسلام، وأعلن أن تركيا دولة لا دينية، اتخذ البرنيطة شعارًا يعرفون به أنهم غير مسلمين. وصرح المالكية بأن اللبس المختص بالكافر كالزُّنَّار والبرنيطة يكون لبسه ردة إن فُعل محبة أو رغبة فيه، ولما كان الشيخ محمد الخضر حسين شيخًا للأزهر، في عهد حكومة الانقلاب الذي قام به جمال، خيَّبه الله؛ تركوا الطربوش الذي كان غطاءً للرأس عند جمهور المصريين، وأرادوا أن يتخذوا البرنيطة بدله، واستفتوا شيخ الأزهر في ذلك، فلم يوافق، لكنه رأى في مجلة الشئون الاجتماعية، أنه وافق على لبس البرنيطة، فاحتج على رئيس تحرير المجلة، فقال له: " إنه أُمِر بنشر هذا الخبر "، فاستقال الشيخ من منصبه، وكانت الحكومة عازمة على تنفيذ المشروع، لكن عاقتهم عنه عوامل، من أهمها استقالة الشيخ فجأة، وبقى الشعب المصري من ذلك الوقت، عاري الرأس، ترك الطربوش؛ فلم يرجع إليه، ووقاه الله لبس البرنيطة، والحمد لله) اهـ. بحروفه من " دفع الشك والارتياب عن تحريم نساء أهل الكتاب " ص (٢٩).