للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شعره، فقال: " أما كان هذا يجد ما يسكن به شعره "؟ ورأى رجلًا عليه ثياب وَسِخَة فقال: " أما كان هذا يجد ماء يغسل به ثوبه؟ " (١).

لكن ينبغي أن لا يواظب على دهن شعر رأسه وتسريحه عاكفًا أمام المرآة حتى يكون مظهره شغله الشاغل فقد (نهي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الِإرفاه) (٢)، و (نهي - صلى الله عليه وسلم - عن الترجُّل إلا غِبًّا) (٣).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " كُلْ ما شئت، وألبس ما شئت، ما أخطأتْكَ اثنتان: سَرَفٌ، ومَخِيلة " (٤).

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إياي والتنعم، فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين" (٥).


(١) وروى الطرف الأول منه النسائي (٨/ ١٨٣، ١٨٤) في الزينة، باب تسكين الشعر، وقال النووي رحمه الله: (رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم) اهـ من " المجموع " (٤/ ٣٠٦).
(٢) أخرجه النسائي (٨/ ١٨٥) في الزينة، باب الترجل، ورواه أيضًا أبو دواد بأطول منه رقم (٤١٦٠) في أول كتاب الترجل، وانظر: " مرقاة المفاتيح " (٤/ ٤٦٦)، و" شرح السنة " (١٢/ ٨٣، ٨٤)، والإرفاه هنا: الترجل كل يوم، وكثرة التدهن والتنعم، وأصله: التوسع في المشرب والمطعم، ولين العيش.
(٣) أخرجه الِإمام أحمد (٤/ ٨٦)، وأبو دواد رقم (٤١٥٩) في الترجل، والترمذي رقم (١٧٥٦) في اللباس، باب ما جاء في النهي عن الترجل إلا غبًّا، وقال: " حديث حسن صحيح " (١/ ٣٢٦)، والنسائي (٨/ ١٣٢) في الزينة، باب الترجل غبًّا، وابن حبان (١٤٨٠) وانظر: " شرح السنة " (١٢/ ٨٣)، "مرقاة المفاتيح" (٤/ ٤٦٥)، " فيض القدير " (٦/ ٣١١، ٣١٢)، (غِبًّا): بكسر المعجمة وتشديد الباء؛ أن يفعل يومًا ويترك يومًا، والمراد: كراهة المداومة عليه، وخصوصية الفعل يومًا والترك يومًا غير مراد - قاله السندي في حاشيته على النسائي.
(٤) أخرجه البخاري تعليقًا (١٠/ ٢١٦) في اللباس: في فاتحته، ووصله ابن أبي شيبة في "المصنف" (٨/ ٢١٧) رقم (٤٩٣٠)، وعبد الرزاق في "مصنفه" (١١/ ٢٧٠).
(٥) أخرجه الإمام أحمد (٥/ ٢٤٣، ٢٤٤)، وأبو نعيم في " الحلية " (٣/ ١٢٥)، وفيه بقية بن الوليد مدلس، وقد عنعنه في رواية أحمد، وصرح بالتحديث عند أبي نعيم، فثبت الحديث.

<<  <   >  >>