امْتَنَّ بِهِ عَلَيْهِ، فَقَالَ: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} [الشعراء: ٢٢] فَاتَّخَذْتَ قَوْمِي عَبِيدًا وَكَانُوا أَحْرَارًا، وَأَخَذْتَ أَمْوَالَهُمْ، فَأَنْفَقْتَ عَلَيَّ مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَرَبَّيْتَنِي بِهَا، فَأَنَا أَحَقُّ بِأَمْوَالِ قَوْمِي مِنْكَ.
وَتَفْسِيرُ مُجَاهِدٍ: {أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} [الشعراء: ٢٢] قَهَرْتَ، وَعَذَّبْتَ، وَاسْتَعْمَلْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
وَقَالَ قَتَادَةُ: قَالَ مُوسَى لِفِرْعَوْنَ: أَتَمُنُّ عَلَيَّ يَا فِرْعَوْنَ بِأَنِ اتَّخَذْتَ قَوْمِي عَبِيدًا وَكَانُوا أَحْرَارًا فَقَهَرْتَهُمْ؟ وَقَالَ ابْنُ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِيهِ: قَهَرْتَهُمْ.
{قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ {٢٣} قَالَ} [الشعراء: ٢٣-٢٤] مُوسَى.
{رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ {٢٤} قَالَ} [الشعراء: ٢٤-٢٥] فِرْعَوْنُ.
{لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ} [الشعراء: ٢٥] ، أَيْ: إِلَى مَا يَقُولُ.
قَالَ مُوسَى.
{رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ} [الشعراء: ٢٦] جَوَابًا لِقَوْلِهِ فِي أَوَّلِ الْكَلامِ: {وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: ٢٣] .
قَالَ فِرْعَوْنُ.
{إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ} [الشعراء: ٢٧] فِي مَا يَدَّعِي.
{لَمَجْنُونٌ {٢٧} قَالَ} [الشعراء: ٢٧-٢٨] مُوسَى.
{رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} [الشعراء: ٢٨] ، وَهَذَا تَبَعٌ لِلْكَلامِ الأَوَّلِ: {وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: ٢٣] .
قَالَ فِرْعَوْنُ: {لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ} [الشعراء: ٢٩] ، لأُخَلِّدَنَّكَ فِي السِّجْنِ.
قَالَ له مُوسَى:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute