يَمْتَلِئُ كُلَّ عَامٍ لِسَقْيِ جَنَّاتِهِمْ فَلَمَّا أَعْرَضُوا أَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ دَابَّةً يُقَالُ لَهَا الْجُرَذُ، فَحَفَرَ السَّدَّ فَسَالَ الْمَاءُ، فَغَرَقَتْ جَنَّاتُهُمْ وَأَرَاضِيهِمْ.
قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ} [سبأ: ١٦] وَالأَكْلُ الثَّمَرَةُ.
{ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ} [سبأ: ١٦] الْمُعَلَّى، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: وَالَخَمْطُ هُوَ الأَرَاكُ، وَأُكُلُهُ الْبَرِيرُ.
قَالَ: {وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ {١٦} } [سبأ: ١٦] قَالَ: {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي} [سبأ: ١٧] ، أَيْ: يُعَاقَبُ.
{إِلا الْكَفُورَ} [سبأ: ١٧] تَفْسِيرُ مُجَاهِدٍ أَنَّهُمْ لَمَّا أَعْرَضُوا عَمَّا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ، ابْتَلاهُمُ اللَّهُ فَغَيَّرَ مَا بِهِمْ ثُمَّ أَهْلَكَهُمُ اللَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ.
قَالَ: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى} [سبأ: ١٨] رَجَعَ إِلَى قِصَّةِ مَا كَانُوا فِيهِ مِنْ حُسْنِ عَيْشِهِمْ قَبْلَ أَنْ يُهْلِكَهُمْ، فَقَالَ: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ} [سبأ: ١٨] ، أَيْ: وَكُنَّا {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا} [سبأ: ١٨] ، يَعْنِي: أَرْضَ الشَّامِ.
{قُرًى ظَاهِرَةً} [سبأ: ١٨] ، أَيْ: مُتَّصِلَةً يَنْظُرُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ.
{وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ} [سبأ: ١٨] يُصْبِحُونَ فِي مَنْزِلٍ وَقَرْيَةٍ وَمَاءٍ، وَيُمْسُونَ فِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute