١٣٦١ - كَمَا أنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، نا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ نَافِعٍ الْعَبْدِيُّ، بِحَلَبَ قَالَ: قَالَ أَبِي: وَفَدَ الْمُنْذِرُ بْنُ سَاوَى مِنَ الْبَحْرَيْنِ حَتَّى أَتَى مَدِينَةَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَ الْمُنْذِرِ أُنَاسٌ وَأَنَا غُلَيِّمٌ لَا أَعْقِلُ أَمْسِكُ جِمَالَهُمْ، قَالَ: فَذَهَبُوا مَعَ سِلَاحِهِمْ فَسَلَّمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَضَعَ الْمُنْذِرُ سِلَاحَهُ وَلَبِسَ ثِيَابًا كَانَ مَعَهُ وَمَسَحَ لِحْيَتَهُ بِدُهْنٍ فَأَتَى نَبِيَّ اللَّهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَأَنَا مَعَ الْجِمَالِ أَنْظُرُ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ فَقَالَ الْمُنْذِرُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَأَيْتُ مِنْكَ مَا لَمْ أَرَ مِنْ أَصْحَابِكَ» . قُلْتُ: وَمَا رَأَيْتَ مِنِّي يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَضَعْتَ سِلَاحَكَ، وَلَبِسْتَ ثِيَابَكَ، وَتَدَهَّنْتَ» قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَشَيْءٌ جُبِلْتُ عَلَيْهِ أَمْ شَيْءٌ أَحْدَثْتُهُ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَلْ شَيْءٌ جُبِلْتَ عَلَيْهِ» قَالَ: فَسَلَّمُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ: «أَسْلَمَتْ عَبْدُ الْقَيْسِ طَوْعًا وَأَسْلَمَ النَّاسُ كُرْهًا، فَبَارَكَ اللَّهُ فِي عَبْدِ الْقَيْسِ وَمَوَالِي الْقَيْسِ» أَوْ قَالَ: مَوَالِي عَبْدِ الْقَيْسِ أَنَا أَشُكُّ فَقَالَ لِي: إِنِّي ⦗١٢١⦘ نَظَرْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا أَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْكَ وَلَكِنِّي لَمْ أَعْقِلْ، قَالَ: وَمَاتَ أَبِي وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ سَنَةٍ " قَالَ مُوسَى بْنُ هَارُونَ: لَيْسَ عِنْدَ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ حَدِيثٌ أَرْفَعُ مِنْ هَذَا. وَهَذَا الْقَوْلُ صَحِيحٌ لِأَنَّ إِسْحَاقَ لَمْ يَلْقَ مَنْ حَدَّثَهُ عَمَّنْ شَاهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ هَذَا الرَّجُلِ فَقَدْ دَخَلَ بِهِ إِسْحَاقُ فِي جُمْلَةِ الْقَرْنِ الثَّالِثِ وَحَصَلَ لَهُ فَضِيلَةٌ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute