صِفَتُهُ إِذَا عُرِفَ بِالْعِلْمِ
" فَإِذَا نَشَرَ اللَّهُ لَهُ الذِّكْرَ عِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ , وَاحْتَاجَ النَّاسُ إِلَى مَا عِنْدَهُ , أَلْزَمَ نَفْسَهُ التَّوَاضُعَ لِلْعَالِمِ وَغَيْرِ الْعَالِمِ , فَأَمَّا تَوَاضُعُهُ لِمَنْ هُوَ مِثْلُهُ فِي الْعِلْمِ , فَإِنَّهَا مَحَبَّةٌ تَنْبُتُ لَهُ فِي قُلُوبِهِمْ. وَأَمَّا تَوَاضُعُهُ لِلْعُلَمَاءِ فَوَاجِبٌ عَلَيْهِ , إِذْ أَرَاهُ الْعِلْمُ ذَلِكَ. وَأَمَّا تَوَاضُعُهُ لِمَنْ هُوَ دُونَهُ فِي الْعِلْمِ , فَشَرَفُ الْعِلْمِ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ أُولِي الْأَلْبَابِ , وَكَانَ مِنْ صِفَتِهِ فِي عِلْمِهِ وَصِدْقِهِ وَحُسْنِ إِرَادَتِهِ يُرِيدُ اللَّهَ بِعِلْمِهِ , فَمِنْ صِفَتِهِ أَنَّهُ لَا يَطْلُبُ بِعِلْمِهِ شَرَفَ مَنْزِلَةٍ عِنْدَ الْمُلُوكِ , وَلَا يَحْمِلُهُ إِلَيْهِمْ , صَائِنٌ لِلْعِلْمِ إِلَّا عَنْ أَهْلِهِ , وَلَا يَأْخُذُ عَلَى الْعِلْمِ ثَمَنًا , وَلَا يَسْتَقْضِي بِهِ الْحَوَائِجَ , وَلَا يُقَرِّبُ أَبْنَاءَ الدُّنْيَا , وَيُبَاعِدُ الْفُقَرَاءَ , وَيَتَجَافَى عَنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا , يَتَوَاضَعُ لِلْفُقَرَاءِ وَالصَّالِحِينَ لِيُفِيدَهُمُ الْعِلْمَ. وَإِنْ كَانَ لَهُ مَجْلِسٌ قَدْ عُرِفَ بِالْعِلْمِ , أَلْزَمُ نَفْسَهُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute