للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ذِكْرُ أَخْلَاقِ هَذَا الْعَالِمِ وَمُعَاشَرَتِهِ لِمَنْ عَاشَرَهُ مِنْ سَائِرِ الْخَلْقِ

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: «مَنْ كَانَتْ صِفَاتُهُ فِي عِلْمِهِ مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ مِنْ أَخْلَاقِهِ ـ وَاللَّهُ أَعْلَمُ ـ أَنْ يَأْمَنَ شَرَّهُ مَنْ خَالَطَهُ , وَيَأْمَلَ خَيْرَهُ مَنْ صَاحَبَهُ , لَا يُؤَاخِذُ بِالْعَثَرَاتِ , وَلَا يُشِيعُ الذُّنُوبَ عَنْ غَيْرِهِ , وَلَا يَقْطَعُ بِالْبَلَاغَاتِ , وَلَا يُفْشِي سِرَّ مَنْ عَادَاهُ , وَلَا يَنْتَصِرُ مِنْهُ بِغَيْرِ حَقٍّ , وَيَعْفُو وَيَصْفَحُ عَنْهُ , ذَلِيلٌ لِلْحَقِّ , عَزِيزٌ عَنِ الْبَاطِلِ , كَاظِمٌ لِلْغَيْظِ عَمَّنْ آذَاهُ , شَدِيدُ الْبُغْضِ لِمَنْ عَصَى مَوْلَاهُ , يُجِيبُ السَّفِيهَ بِالصَّمْتِ عَنْهُ , وَالْعَالِمَ بِالْقَبُولِ مِنْهُ , لَا مُدَاهِنٌ , وَلَا مُشَاحِنٌ وَلَا مُخْتَالٌ , وَلَا حَسُودٌ , وَلَا حَقُودٌ , وَلَا سَفِيهٌ , وَلَا جَافٍ , وَلَا فَظٌّ , وَلَا غَلِيظٌ , وَلَا طَعَّانٌ , وَلَا لَعَّانٌ , وَلَا مُغْتَابٌ , وَلَا سَبَّابٌ. يُخَالِطُ مِنَ الْإِخْوَانِ مَنْ عَاوَنَهُ عَلَى طَاعَةِ رَبِّهِ , وَنَهَاهُ عَمَّا يَكْرَهُ مَوْلَاهُ , وَيُخَالِقُ بِالْجَمِيلِ مَنْ

<<  <   >  >>