للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الإنسان، قال - صلى الله عليه وسلم -: (إذا تثاوب أحدكم في الصلاة، فليكظم ما استطاع، فإن الشيطان يدخل) (١)، وكذلك في غير الصلاة، وإنما نبه على ذلك في الصلاة، لأهميتها، والشيطان حريص على أذى الإنسان داخل الصلاة، وخارجها، وقد كان رسول الله في سفر فعرضت له امرأة معها صبي لها فقالت: يا رسول الله إن ابني هذا يأخذه الشيطان كل يوم ثلاث مرار، قال: فتناول الصبي فجعله بينه وبين مقدم الرحل، ثم قال: اخسأ عدو الله، أنا رسول الله، اخسأ عدو الله، أنا رسول الله ثلاثا، ثم دفعه إليها، قال الراوي: فلما قضينا سفرنا مررنا بذلك المكان، فعرضت لنا المرأة معها صبيها، ومعها كبشان تسوقهما، فقالت: يا رسول الله اقبل مني هديتي، فو الذي بعثك بالحق ما عاد إليه بعد، فقال: خذوا منها واحدا، وردوا عليها الآخر (٢).

الناس حيال هذا الأمر فرقاء ثلاثة:

١ ــ مفْرط في اعتقاد أن كلّ شر منهم، وهو مخطيء.

٢ ــ مفَرط في اعتقاد أنهم لا يضرون، ويرجع الحوادث إلى خرافات وأوهام نفسية، وهو مخطئ.

٣ ــ وسط بينهما إثبات حالات التسلط، بالأذى والوسوسة والتلبّس، مع الإيمان بأن ما ورد في الكتاب والسنة من الأمر باستصحاب الذكر من


(١) أخرجه مسلم حديث (٢٩٩٥).
(٢) خرجه الدارمي، حديث (١٧).

<<  <   >  >>