للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:

علما ان رقعة وجود العلماء اتسعت مع اتساع رقعة البلاد المسلمة فلم يكونوا متجمعين لوحدهم في اقليم واحد ليستطيعوا وضع حديث من انفسهم، فان كان البعض من العلماء يوالون البعض من الامراء -كما يدعي المستشرقون-فاين علماء الحديث الاخرين في عموم بلدان المسلمين وقد ترامت اطرافها؟

ثم لا ننسى انَّ قواعد العلماء في نقد الحديث لم يشهد لها التاريخ العلمي مثيلا ابدا، ويا لها من قواعد كانت بالفعل بحجم ما وضعت له "وهي احاديث النبي صلى الله عليه وسلم".

كانت قواعدهم مستحكمة لامرين اثنين وخطوتين مهمتين، الخطوة الاولى متعلقة بالسند، وهو الذي قدمنا الكلام عنه وهو السلسلة المتصلة للرواة، والخطوة الثانية تعلقت بالمتن وهو النص النبوي، وقد سبق تعريفهما.

ففي كل الرواة في السند اشترط العلماء شروطا وضوابطا عديدة، كالعدالة والضبط والحفظ والسماع، هذا في كل راو من رواة السلسلة في السند.

واما المتن فقد وضعوا لها خمسة عشر قاعدة لقبوله، وهذه القواعد يطول المجال لذكرها، كانت هذه القواعد عميقة وكافية، ناهيك عن القواعد الاضافية التي وضعوها كالاضطراب والعلة والشذوذ، وكذلك القلب والغلط والادراج، وهي مصطلحات حديثية يعرفها اهل الحديث جيدا.

ولا تعجب من غاية الاحتياط في دين الله عندما جعلوا احاديث الاحاد لا تفيد القطع وانما افادت الظن مع وجوب العمل بها كما قال علماء الحديث رحمة الله عليهم.

ولا يبقى الا سلسلة ثانية، هي سلسلة الشبه المقذوفة، هي باقية ما بقي القاذفون لكن حقيقتها انها منقطعة في الروح والحق والتأثير.

فقل يا اخي القاريء أين نذهب بشبهاتهم المدحوضة؟ وقُلِّي في أي بحر غاصت عقولهم المتبلدة من التفكير بما دعى إليه العظيم الكبير من التشنيع على المستنين بدين الآباء والأجداد؟ ولنعلم بعدها ان هذه الشبه العقيمة ليست نهاية أوحالهم بل هي في مستنقع آسن.


المصادر:-
١ - صريح السنة، للإمام الطبري.
٢ - الاستشراق، د. مازن بن صلاح مطبقاني.
٣ - رؤية إسلامية للاستشراق، احمد عبد الحميد غراب.
٤ - الاستشراق والدراسات الإسلامية، د. عبد القهار العاني رحمه الله.
٥ - الاستشراق والخلفية الفكرية، محمود زقزوق.
٦ - المستشرقون والسنة النبوية، د. سعد المرصفي.
٧ - السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي، د. مصطفى السباعي.
٨ - مسند الإمام احمد، ط٢،مؤسسة الرسالة، تحقيق شعيب الارنؤوط.
٩ - حجية السنة، حسين الشواط.

<<  <