للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قد تراءا لي، فأممت نحوه، فلما قربت منه سلمت عليه، وقلت له: " أوصني! " فقال: " يا بنان! إن كان الله قد أعطاك من سر سره سراً، فكن مع ما أعطاك؛ وإن كان الله لم يعطك من سر سره سراً فكن مع الناس على ما هم عليه من الظاهر ".

وقال: " دخلت البرية - على طريق تبوك - وحدي، فاستوحشت، فإذا هاتف يهتف: يا بنان! نقضت العهد! لم تستوحش؟! أليس حبيبك معك؟! ".

وتكلم يوماً في المحبة بكلام عجيب، ثم أنشد:

لحانى العاذلون، فقلت: مهلا! ... فإنى لا أرى فى الحب عارا

فقالوا: قد خلعت! فقلت: لسنا ... بأول عاشق خلع العذارا

وقال أبو على الروذبارى: " كان سبب دخولي مصر حكاية بنان الحمال، وذلك أنه أمر ابن طولون بالمعروف، فأمر به أن يلقى بيم يدي السبع، فجعل السبع يشمه ولا يضره،

<<  <   >  >>