الواقعة الثانية: أني لما سافرت إلى القدس الشريف، ثم عزمن إلى الشام ووصلت قرب عقبة قيق، لحقني شيخ من الرقب هيئته صوفي، فسلم علي وقال:" كأنك فقيه؟ " فقلت: " ان شاء الله " وبعد ان سأل عن اسمي، قال لي:" كنت تدخل دمشق وتعرض عليك ثياب القضاء، فلا تسمع! ". فلما وصلت دمشق اتفق مثلما قال فامتنعت، ثم تذكرت كلام هذا الرجل، ولم أره غير تلك المرة، ويجوز أن يكون هو الذي رايته بعرفات.
ثم في سنة نيف وثمانين اجتمع بن الشيخ الصالح عمر بن طريف لما قدم مصر وقال لي:" أخوك الذي رآك في عقبة قيق، وقال لك كيت كيت - الحكاية السابقة - يسلم عليك! " فقلت ذاهلاً: " وعليه السلام ورحمة الله وبركاته! " وتعجبت من ذلك فقلت: " ومن هو ذا يا أخي!؟ " فقال: " الخضر عليه السلام " فقلت: " وأين مقامه؟ " فقال: " القدس " وذكر عنه دعاء وشيئاً أخر.
[عبد الله بن مؤمن الجبرتي]
[- ٧٨٤ للهجرة]
عبد الله بن مؤمن بن علي الجبرتي الشافعي أبو محمد. العالم الصالح الزاهد العابد الرباني.