الطولوني للحكم، كان بعض الجماعة يحب ان يحضر هذا الشيخ عندي ليدعوا لي، فدعاه غير مرة فلم يجب، فبينما انا في بعض الأحيان اذ هو جاء من تلقاء نفسه فيجاذبني، وتكلم بكلام لم افهم منه غير قوله:" نحن ما خطبناها هي خطبتنا " ثم مد يده ودعا وانصرف، فمن تلك المرة لم يتفق لي طاوع المجلس، ويطلب الجماعة إلى حضروه فأعين لهم وقتاً في البطالة فيحصل عارض إلى ان جاء الله ببركته.
مات في أواخر رجب من شهور سنة ثلاثة وسبعين وسبعمائة.
ومما وقع لي مع هؤلاء السادة واقعتان غريبتان.
الأولى: أني لما حججت سنة إحدى وسبعين وسبعمائة ورحت إلى مسجد إبراهيم يوم عرفة مع بعض السادة الأمراء فتظللت بالحائط وقعدت اقرأ القرآن، فاشتهت النفس " مُحَّبباً " فاستبعدت وقوع ذلك إذ ذاك لأنه يوم عن ذلك بمعزل؛ فما ستتم الخاطر إلا ان بسط لي شيخ بجانبي خرقة مرقعة، واخرج كشكولاً احمر ملآن من ذلك كما في النفس وزيادة، فأكلت منه أكلاً كثيراً، ولم أرى ذلك الفقير من أين جاء ولا من أين ذهب.