للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل إنه كان جالساً علي شاطئ دجلة، وبيده قضيب يضرب به فخذه، ويقول:

كان لي قلب أعيش به ... ضاع مني في قلبه

رب! فاردده علي فقد ... عيا صبري في تطلبه

وأغث، ما دام في رمق ... يا غياث المستغيث به!

وقال: " كنت ببيت المقدس، وكان البرد شديداً، وعلي جبة كساء، وأنا أجد البرد، والثلج يسقط، وإذا بشاب مار في الصحن، وعليه خلقان، فقلت: " يا حبيبي! لو استترت ببعض هذه الأردية، فتكنك من البرد! " فقال: " يا أخي سمنون:

وحسن ظني فيه أنني في فنائه ... وهل أحد في كنه يجد القرا؟!

ولكن من أعري من الحب قلبه ... وأفرد من أحبابه تجد الحرا

وسئل عن الفقير الصادق، فقال: " الذي يأنس بالعدم كما يأنس بالغني، ويستوحش من الغني كما يستوحش الجاهل من الفقر ".

وانشد:

وكان فؤادي خالياً قبل حبكم ... وكان بذكر الخلق يلهو ويمرح

فلما دعا قلبي هواك أجابه ... فلست أراه عن فنائك يبرح

<<  <   >  >>