أبن دينار، ومعنا محمد بن واسع وحبيب. فجاء رجل فكلم مالكا فأغلظ عليه قسمة قسمها، وقال:" وضعتها في غير حقها! وتتبعت بها أهل مجلسك، ومن يغشاك، لتكبر غاشيتك، وتصرف وجوه الناس إليك ".
فبكى مالك، وقال:" والله ما أردت هذا! " قال: " بلى! والله لقد أردته! ". فجعل مالك يبكي، والرجل يغلظ عليه، فلما كبر ذلك عليهم، رفع حبيب يده إلى السماء ثم قال:" اللهم أن هذا قد شغلنا عن ذكرك، فأرجهنا منه كيف شئت! ". قال: فسقط - والله - الرجل على وجهه ميثاً، فحمل إلى أهله على السرير ".
وعن أبي إسحاق، قال: سمعت مسلماً يقول: " أتي رجل حبيبا، فقال: أن لي عليك ثلثمائة درهم "، قال حبيب: " أذهب إلى غد " فلما كان من الليل توضأ وصلى وقال: " اللهم! أن كان صادقاً فأد أليه، وأن كان كاذباً فأبتلهِ في بدنه! " قال: فجيء بالرجل من غد، قد حُمِل